الجزءالاول من الفصل الثامن والعشرين

4.7K 136 1
                                    



" سبحان مغير الاحوال من حال الي حال" ابتسم لصورته في المرآة المقابلة....
من يصدق انه هو نفسه ذات الشخص الذي كادت روحه ان تزهق ليلة الامس حزنا وكمدا علي ما اصابه
اما في هذه اللحظة ... وبالرغم من انه ودع شهاب وبهاء في المطار منذ ساعة
وبالرغم من ان معاذ ... رفيق السكن لسنوات... يبيت في بيته مع عائلة تخصه
الا انه ليس حزينا علي الاطلاق... بل ان الدنيا كلها لاتسع سعادة الصقر في تلك اللحظة
تحسس صقر مصحف هوينا بإجلال وشريط من الصور يزاحم رأسه مهاجما لما حدث في الساعات السابقة
تذكر صرختها عليه


( توقف ارجوك...)
هرعت اليه تركع امامه ... تقبض علي كفيها امام وجهها المغرق في دمعه ... تمنع نفسها من احتضانه... تمنع نفسها من تقبيل قمة رأسه المحني تواسيه وتعتذر... تعتذر لانها لم تكن هناك بجواره في تلك اللحظات
( توقف ارجوك...) توسلت باخلاص ( لا يهمني... ولا اريد ان اسمع... كل ما يهمني الان ان اكون حلالك لأواسيك وانسيك كل ماكان)
( عودي لمقعدك يافتاة... هل يصح هذا في وجودي انا وخالك) هتف منصور بحنق مصطنع ... فعادت هوينا مطأطأة الرأس يكاد الحرج يقتلها لحيث جلست ... اما صقر فكان يتابعها بهيام واضح وقد تاه مع حركتها المرتبكة
خبط منصور علي رجل صقر منبها وهو يهتف ( وانت... ركز معي الله يرضي عنك)
تطلع في صقر بتركيز اربك الاخير قبل ان يقول وعينيه تثير في الاخر التوتر
( تظن انني احاول حل تلك المعضلة هنا لاني اصبحت شهيرا بين جيلكم انني مناصر للحب واجده اسلم طريق للحياة السعيدة
او ربما تظن ان بمجئ معاذ لي منذ فترة يقص علي حكايتك بخوف من عدم التقبل ... اني مثلا قطعت له وعدا بأن ارضي بك واؤازرك..)
انتظر لثوان وهو يري تأثير كلماته علي الوجوه التي بدا تخبطها بين الخوف والرجاء واضحا... فاستطرد بحكمة
( ولكن لاشئ مماسبق صحيح مئة بالمئة... لانني عرفت قصتك التي جاء معاذ يسرها لي كسر نووي... عرفتها لسنوات طويلة... تكاد تقارب الست سنوات
هل توقعت انت اوصديقك اني سأسمح لابن اختي الوحيد ان يعيش مع اخر ويشاركه السكن لا اعرف عنه كل صغيرة وكبيرة! اي كبير عائلة سأكون حينها...؟
حين جاءني الخبر اليقين ان معاذ سيقطن معك في شقة اشتريتماها سويا... بحثت تحت كل حجر وفي كل مخبأ حتي عرفت عنك كل شئ بداية من سجنك وحتي... فؤادة)
اتسعت عينا صقر مصدوما وهو يسمع لتصريح الحاج منصور الصادم وهو يهمس ( عرفت؟؟؟ لكن كيف؟)
( حين سمعت عن موت اختك... ذهبت كالمجنون لبهاء لانني عرفت انه همزة الوصل والربط بينك وبيننا .. ولن اخفيك سرا... حكي بهاء الحقيقة كاملة)
سأل معاذ الذي خرج عن صمته مذهولا
( وكل تلك السنوات لم تلمح لي ولو لمرة انك تعرف كل هذا!)
رفع منصور كفه عن عصاه يشير اليه بأصبعا في اتجاه السماء
( من انا لاكشف ستر مسلم وسره منّ الله عليه بالستر ... اراد بدءحياة جديدة... خاصة وهو لم يؤذ شخصا يوما)
تطلع حينها في هوينا وهو يطبطب علي رأسها بحنو
( وحين عرفت ان الاميرة والفارس يتمنيان ان يطبب الحب جرح الفارس... ارسلت فارسا اخر ليطمئن ان ماجمعته من معلومات صحيح ولازال الوضع آمنا...)

عانق اشواك ازهاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن