٢:٠٠

1.1K 61 11
                                    




-
الكلفُ عانقَ خافقيّ للرّاحلِ يشتاقُ
تُفنى أعوامي بالمُحاباةِ شوقَ حنينٍ تُدبِرُ.

أهلكَ الرُوحُ فمن بَعْدِهِ شوقَ صبْوةٍ زعزعَ المُهجةِ آلمٌ، وإنطوىٰ النهارُ ليّلاً ليَكبُتَ الأيسرُ تعلُّقاً بالجَوىٰ يستعبرُ.

فاجتررتُ أوصالي من الإضْمحلالِ حين جافنِي هاجِرٌ، فما كانَ لي من دونهِ مُبتغاً أحيا لَهُ أو أرغِـدُ.

أُطبِقُ الجفنيّـنِ مُسرٌّ بإبتهالِ الخاشعينِ داعيٌ،
إستغاثةٌ إرتجيتُها من الخالقِ حتّى أفرجتُ العيّنانِ تالياً لأتقصّى ما حولي فلعلّي ألقَى المَنشِدُ.


تداعىٰ الأملُ قنُوطاً ليتوغّلَ الأسىٰ مُندّسٌ بالمنبِضُ.. فلَم أرىٰ ظِلَّ كيانهُ ولو شفاً منهُ حتّى صدىٰ صوتهُ ما ألتقطتُ

أسأستكملُ محافِل الأسىٰ مُرغمٌ؟.

وطأَ حفيفُ ورقٍ على مسمعِي ليتقلقلَ لُبُّ الفُؤادِ ساميٌ بعُلوِّ السّمـاءِ حينَ شهِدَتُ جُرُمُ الفَتى قادمٌ إلى مضجعِ.


أُبصرهُ سفحَ البدرِ الألـمَع
تُداعبهُ رياحَ الشتاءِ الأبـرَد
يُسلبُ أنفُسي بجمالهِ ويستهوِني
أكُنتُ آفِلاً بكنفِ الحنينِ طويلاً
أم ربَا الجمالُ بهِ ضِعفاً ليُفتننـي؟.


"قد حلَّ الدلسُ فما كانَ عليكَ أن تتحيَّنُني بِهذا الجوِّ القارسِ أسمري"
من طليعةِ الجُرفِ هتَف قادمٌ نحوي وبانَ على معالمهِ الفتورُ والشجىٰ يرتسمُه.


"سأتمكَّثُك عهداً آخر إن اقتضىٰ، فقد رامَ الأيسرُ سنيناً بالجِراحِ مُوجَعٌ لا يندملُ"..


"لنكُن زائري قلبِ السّحاب"
إلتقت أعيُناً وجسداً أحتذَينا قُبالةً، لتنبثَّ كلماتي بحُنوٍّ أبهجَ محيا فتايَ باسمٌ فأُحجِمُ القبضتيّـنِ ضامٌّ.


"نُحيكُ مِن خيُوطها مُدثراً يُضمِّدُ ما خلّفتهُ وخيمةَ حياةٍ أنهبَت الألبابَ مِن بعضها تُفرِّقُ"
تهاوَت أحرُفه من جوفِ ثغرهِ برعشةِ بَرَدٍ لأُدرِكُ رثَّة ثِيابه فأجثُوا جاذباً إيّاه بعناقِ حمُومةٍ يُخمِد صقيعَ زمهريرٍ إحتلّهُ.


مُتخامّةً الأجساد تهتاجُ
تسيّجتِ الأذرُع بمودّةٍ تتحاصرُ
لتتماسّ المكنُوناتِ تُفشي تَرانيمَ أحبّاءٍ تلاقُوا
فما طلبتُ ولا إلتمستُ بُغيةَ نعيمٍ من الرّبَّ بعدهُ.

"أعتقنِي من نزعةِ الغِياب فقد عبرتُ سِنينَ أعوامي بالوحشـةِ بِكَ حالمٌ بالمنامْ"
بوترِ مُتلهفٌ إنسابَت كلماتيّ لمَسمع من تواهنَ بيّن الذِراعينِ بفُؤادِ هائمٍ يُنصتُ.

يستهوِني بحُسنهِ لأهوِي.
يُنادني بترتيلِ صوتهِ فأُلبّي.
بتُّ لهُ مُتيمٌ فَبِهواهُ أعيشُ وأمضي.

"فما كان في عِشقُك لقلبي مَطيبٌ ولا لِلعينينِ مغيبْ؛ فمُنذ رحيلِك بِتُّ بِقلبٍ كسيرٌ أسيرُ بينَ الخلائقِ تائهٌ ما لي من مُعين".
-

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

緣分 (𝗒𝗎𝖺𝗇𝖿𝖾𝗇)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن