لونا

2.3K 281 41
                                        

كم أكره فصل الشتاء، بارد وجاف ويجعل بشرتي تتجعد وبسببه أحتاج لحمل الكثير من مستحضرات التجميل برفقتي. كما أنني لا أحمل معه سوى ذكريات سيئة فقط.
كم أفتقد ميانمار على الأقل كان الجو دافئاً رغم كل أجواء الحرب تلك.

تابعت تذمري لنفسي بينما كان أصدقائي من الثانوية يسيرون أمامي في خطين، سمارا وسالي مع سامر ومن خلفهما جوزيف وإبراهام وأنا آخرهم.

لم أتوقع أبداً أن يكون لقائنا هكذا. كنت قد وضعت توقعات سيئة طوال الإسبوعين الماضيين. أن أكون أنا وإبراهام فقط من سيأتيان، أو أن أكون مع وسالي فقط.. لم أظن ولو للحظة أن خمستنا سنجتمع مجدداً.

ولأكون صريحة لولا وجود سمارا لكان الوضع مربكاً حقاً. إبتسمت وأنا ألمحها تلاعب سامر الصغير. لا أزال اتعجب كيف لا تزال تبدو كما قبل عشر سنوات.

وبسرعة حولت بصري إلى إبراهام وأنا أتساءل.. ما الذي فكر فيه عندما رآها يا ترى؟

أخرجني من أفكاري وصول البريد الذي كنت أنتظره منذ وقت وهو متعلق بالعمل. فتحته وركزت كل حواسي فيه بينما أرد عليه وتابعت طريقي أتبعهم بدون تركيز، ولم انتبه إلى عتبه المقهى الذي دخلناه فكدت أسقط أرضاً لولا أن سالي كانت أمامي لتركزني قائلة:
" أخبرتكم أنها ستسقط "

إستوعبت قليلاً ما يحصل بينما ابتعد عنها لأجد البقية في الداخل ينظرون إلينا بإبتسامات ضاحكة. ثم عدتُ ببصري إليها لتكمل قائلة:

" لاحظت أنكِ لم تكوني تركزين في سيرك لذلك عدتُ لأخبرك أن تنتبهي وفوجئت بكِ تسقطين "

" أوه.. حقاً؟ أنا أسفة لم أكن أنتبه "

" هذا واضح.. هل هو العمل؟ "

" نعم. بريد مهم كان يجب أن أرد عليه "

" لا بأس أتفهم كم عملك متعب. لكن لم لا تأخذين هذا اليوم إجازة لتقضيه معنا وتنسي أمره قليلاً؟ "

كانت تتحدث بإبتسامة كبيرة كدتُ ان أعقد حاجبي إستنكاراً لها.

ألا تذكر هذه الفتاة أن آخر لقاء لنا كان سيئاً للغاية؟ ألا تذكر أنها كانت سبب تفكك مجموعتنا في آخر أيام الدراسة وإبتعادنا عن بعضنا كل هذا الوقت؟ لماذا تتعامل معي بكل أريحية هكذا؟

أخرجني من أفكاري وقوف سمارا بقربها وهي تؤكد قائلة:
" كلامها صحيح. يمنع على أحدكم تفقد هاتفه اليوم."

تلقائياً إبتسمت لكلامها وأنا أفتقد كلما يتعلق بها لأدخل هاتفي فوراً قائلة وقد حاولت تجاهل هذه الأفكار:
" أمرك آنستي "

كبسولة زمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن