الفصل الثالث

6.3K 140 2
                                    

الفصل الثالث
( انا من اكون انا...ولا شئ ...لم يعد لي قيمة ولا مقام عندك)
هم يونس ان ينفي ماتهمهم به امه اثناء دخولهما لمسكنهم ولكنها لم تتح له فرصة وهي ترفع صوتها المختنق بالحنق والبكاء حين اغلق الباب خلف ثلاثتهم امه واخته وهو.
( لقد جعلت رقبتي * كالسمسمة * امام الناس وانت تحرجني بهذا الشكل...)
صمتت فهم بالكلام لكنها قاطعته ثانية هاتفة
( لساني لن يخاطب لسانك منذ اللحظة يا يونس ...انس ان لك اما)
تنهد يونس بضيق وهو يري امه تنسحب وفي اعقابها اخته * بدور* لغرفتهما بعد ان وجهت له الاخيرة نظرة عاتبة.
لم يكن من يونس سوي ان جلس في مقعد امه الاثير يرتل في مصحفها الموضوع فوق حامل خشبي كان هديته يوما لها.
يعرف امه تعشق صوت تلاوته الهادئ حين يتسلل لقلبها ييستحلفها برسائل من كتاب الله ان ترضي عنه.
بعد فترة ..كان يعرف انه بالرغم من عدم خروجها من الغرفة كعادتها الا انها بالتأكيد اهدأ كثيرا...لذا قام يطرق الباب بهدوء قبل ان يفتح الباب مستأذنا.
كانت امه نصف مستلقية علي السرير تولي الباب ظهرها لتعبر عن مقاطعتها القصيرة له بينما بدور تقرأ رواية.
( ام يونس هلا اخبرتني ما سبب غضبك مني...انا لم افعل شيئا علي الاطلاق..لقد كنت حملا وديعا خلال اللقاء)كان صوته مع ملامح وجهه سلاح يستعمله جيدا للتأثير عليها.
التفت له وهي تعض علي سبابتها بغيظ ( لم تفعل شئ...ومن الذي اخذ يتحدث عن مرضه بإسهاب كما لو انه خرج لتوه من الانعاش)
كتم يونس ضحكاته بصعوبة حتي لايزيد غضب امه التي استطردت ( بل وجعلت الامر يبدو كما لو ان طلاقك سببه المرض)
حك ذقنه بتسأول غير حقيقي وهو يتطلع بأخته ( اولم يكن هذا السبب في طلاقي!)
قاطعته امه مستفزة لبرود ردوده (لا لم يكن ابدا السبب وانت اكثر من موقن لهذا....لماذا افتعلت تلك المسرحية هناك...الم تعجبك الفتاة)
( بلي...الفتاة ممتازة من كافة النواحي...ومن عائلة طيبة)
اجاب يونس مبعدا نظراته عن امه حتي لاتكتشف كذبه لانه...لم ينظر حتي للفتاة
كان وجه امه قد تحول للاحمر من الغضب وهي تفتح فمها صارخة من بكريها ....الا ان صوتا هادئا خجولا قاطعهم
( هل هناك فتاة اخري في بالك يا اخي!)
في غمضة عين كانت امه تتطلع فيه متلهفة لاجابته التي قد تريح قلبها....تمني لو بإمكانه الكذب الا انه لم يتمكن لذا رد بهدوء وابتسامة حالمة ترتسم علي شفتيه
( لا ليس هناك فتاة....ولكن هناك يقبع في عقلي وقلبي حلم بفتاة...
فتاة تلون كأبة ايامي بجنونها...تعيد بصخبها الحياة لقلب اظنه بين اضلعي هامدا
فتاة فيها من كل انثي احببت ...حتي انت يا امي
فتاة ضحكتها تجعل شبابي يعود زحفا عله يحظي بها
وبكائها يستفز ابوتي...حتي اهدهدها كطفلة)
رفع نظره لامه واخته ...ليسأل العيون المدمعة ( هل طلبي مستحيل امي)
اقتربت منه امه تزحف جالسة علي السرير لتحتويه بين احضانها هامسة بحب ( ابدا يا ولدي ليس بمستحيل...ولا يستحقهاسواك...لذا اعدك ان اترك لك موضوع الزواج نهائيا..)
كاد ان يتنهد براحة وظفر الا ان امه استطردت بتسلط (حتي بداية السنة يا يونس....وبعدها لن تمنعني اشعارك من ان ازوجك بنفسي)

عانق اشواك ازهاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن