10

41K 844 14
                                    


  الفصل العاشر :

خرج بيجاد من مكتبه، ممسكًا بورقة ما وعلى وجهه آثار الغضب، ثم اتجه ناحية مكتب صهيب وفتح الباب بدون حتى أن يطرقه، ولكنه تفاجأ حين لم يجده بالداخل، فدلف إلى المكتب ليتأكد ..

كانت فيروز حينها تتابعه بنظرات متوجسة ولم تنبس بكلمة ..

وحين تأكد هو من خلو المكتب إلا منه خرج على فوره وهو لا يزال ممسكًا بتلك الورقة ..
ثم إقترب من مكتب فيروز، وضرب على مكتبها بقوة وهو يضع الورقة البيضاء الممسك بها على مكتبها ..
فإنتفضت هي على إثر قبضته، ثم وقفت بصعوبة محاولة الإتزان بعد أن كادت تقع
وتزلزلت نبرتها وهي تسأله بخفوت بـ :
-فـ فيه إيه !
ظل وجهه متجهمًا، وعينيه ينبعث منها شرار مرعب، فسرت رجفة في أنحاء جسدها بسبب تلك النظرات ...
وبنبرة نارية أردف قائلًا :
-فين صهيب !
تحشرجت الكلمات في حلقها، قبل أن تشير بيديها المرتجفة ناحية الممر الذي عبر منه صهيب قبل قليل ثم قالت :
-هو .. هو مشى من شـ شوية
نظر لها بحقد أكثر، فارتجفت هي فزعًا، ثم ..
بيجاد بنبرة عالية :
-ولما إنتي عارفة إنه مشى مقولتليش ليه وأنا بدور عليه !
ضمت ساعديها أمام صدرها وأنزلت رأسها للأسفل لتبتعد عن نظراته القاتمة، ولم تجبه بل إكتفت بهذا
وقبل أن تبتعد بعينها لمحت الورقة التي وضعها على المكتب، وقرأت المكتوب بها بروية resignation (الإستقالة) !
لم تكد تستوعب ما قرأت حتى ..
وجدت من يمسك يديها المقعقودتين بشدة ويهزها قائلًا بصوت كالفحيح :
-لما أنا أتكلم تردي مش تطنشي، سمعاني !
تسارعت أنفاسها لدرجة لا تحتمل، وإزداد قلبها خفقانًا حتى شعرت أنه سينفجر، وسريعًا لتنجو من براثنه أومأت رأسها مرارًا ثم حاولت أن تنتزع يديها من بين يديه فلم تستطع
فقالت بنبرة مترجية وهي تكاد تبكي :
-حاضر، بس شيل إيدك عني
رآها على وشك البكاء فإبتسم بتشفي، رآها تكاد تنهار فأطبق يديه عليها أكثر ..
وبنبرة حادة قال :
-لأ مش هشيلها
أغمضت عينيها خوفًا منه، ولكن دمعة خانتها فوقعت !

ثم سحبها بقوة لتخرج من حيز مكتبها، وحتى وقفت أمامه إستمر بجذبها ..
ثم .....
هدر بها بيجاد بصوت مشتعل :
-إنتي السبب في كل دة ولازم تدفعي التمن
رفعت رأسها لتواجه عينيه، فلم تستطع من حدت نظراته وأنزلتها ...
ثم وبنبرة مرتجفة قالت :
-طـ .. طب أنا عملت إيه ؟
رفع إحدى حاجبيه ساخرًا، وقهقه بصوت عالٍ قبل أن يردف بـ :
-عملتي إيه ؟ ، دا إنتي أُس البلاوي ..
توقف قليلًا وهو يرمقها بنظراته الهادئة لدرجة مرعبة، بينما هي تحاول جاهدة الإفلات بدون جدوى ...
وتابع بعدها بنبرة خافتة، ولكن خطرة كصوت أفعى تبث سُمومها بفرائسها :
-وأنا بقى الوقت هعمل إللي إنتي خايفة منه، وأنا أصلًا ماشي من الشركة دي بس مش قبل ما أخد حقي منك
حاولت جاهدة الإبتعاد عنه فلم تستطع، وقبل حتى أن تفكر بالصراخ داهمها بوضع يده على فمها ثم مشى بها وهو يتلفت يمينًا ويسارًا نحو مكتبه، وظلت هي تحاول الإبتعاد أو الصراخ، لكن لم تستطع ...
وإن صرخت فالآن جميع الموظفين قد غادروا !

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن