| ١ | الغرفة المحرمة

Start from the beginning
                                    

بعد وفاتها بأسبوع، بدأت أمي تحاول إقناع
أبي بفتح الغرفة لنستفيد منها، خاصة أن البيت يتكون من ثلاث غرف، واحدة لوالديّ،
الثانية أبقي فيها مع جدتي-رحمها الله-و أخي الأكبر، و الثالثة هي الغرفة المُحرمة..

لطالما تشاجرت أمي و جدتي بشأن تلك الغرفة؛ فقد كانت أمي تعترض علي بقائي أنا و حازم في غرفة واحدة، خاصة و أننا كبرنا؛
فأرادت أن يقيم حازم في الغرفة المغلقة، بينما أبقي أنا مع جدتي في غرفتنا، و لكن جدتي كانت تأبي فتح الغرفة..

بعد محاولات عديدة اقتنع أبي برأي السيدة الوالدة، و اشتري أثاث غرفة نوم يتكون من سرير، أريكة، مكتب و مرآة متوسطة الطول..

عرض أبي عليّ أخذ الغرفة الجديدة بأثاثها-فأنا أخر العنقود، و مدللة أبي-لكني رفضت؛ لأنني لا أريد الإخلال بوصية جدتي خاصةً و أنها أوصتني شخصياً بعدم فتح الغرفة..

قامت أسرتي بفرش الأثاث باستثنائي، لأني رفضت المشاركة احتراماً للمرحومة..

كان حازم في أوج سعادته بغرفته الخاصة، و في أول ليلة له في الغرفة، سألته إن كان خائفاً من الغرفة، فأجابني ساخراً:

"يا لكِ من طفلة! هل تصدقين كلام جدتنا حقاً؟"

سألته عما يقصد، فأجابني بابتسامة متهكمة:
"إن جدتنا كانت عجوز خرفة؛ لذا لا تهتمي بما تقول"

شعرت بالأستياء الشديد مما قال، فقد كنت أحب جدتي كثيراً، لا بل كنت أعشقها!

ذهبت لغرفتي، و نمت نوماً متأرقاً، فقد اعتدت علي احتضان جدتي لي، و منذ رحيلها لم أعد أهنأ بالنوم..

في تمام العاشرة مساءً، أيقظتني أمي؛ لأتناول العشاء معهم، غسلت وجهي، ثم اتجهت للمائدة برفقة والديّ، لكن كان هناك شيئاً غريباً؛ فحازم لم يستيقظ بعد، علي الرغم من أنه هو من يوقظني دائماً..

طلبت أمي أن أوقظه؛ فذهبت لغرفته، تأملت الباب برهة، و أنا مترددة كثيراً في فتحه،
أشعر أنه ما أن أمسك المقبض، حتي تأتي جدتي صارخة في وجهي!

أدرت المقبض بأنامل مرتعشة، و دخلت. الغرفة مظلمة و باردة ، و كأننا في منتصف ليلة شتوية عاصفة..

ذلك الكسول لا يهز طوله و يفتح النافذة حتي،
يا له من مهمل! فتحت الأنوار، و أخذت أهزه حتي يفتح عينيه..

هزة، ضربة، صفعة و صيحة باسمه، و لا يستيقظ، ما الذي جري له بحق خالق الكون؟

في العادة يكون نوم حازم خفيفاً، و لكن يبدو الأن كمن سد أذنيه بأطنان من القطن!

لا تفتحوا الباب «مكتملة» Where stories live. Discover now