31

16.1K 461 5
                                    


اتسعت عينيها بفرحة وقالت:بجد
عامر بسعادة:أيوة ماهر وأمجد بلغوني وأنا لازم أروح أجيبهم الوقتي
سناء بسعادة:أخيرا طب معرفتش فيروز فين!!
عامر:هعرف لما أروح بصي لو حد سألك قولي راح يخلص شغل و عايز بكرة أما أرجع ألاقي سميرة و فرح و ناصر و عيالنا مجمعه بس أوعي تقولي حاجه لغادة بس خالي أدهم يعرف أيوة بلغيه هو بس و...
سناء:متقلقش كل حاجه هتبقي مضبطه بس روح هاتهم يا عامر
أمسك عامر بعدة ملفات في يده وقال:توكلنا علي الله
................
وقفت سيارة ماهر أمام العمارة كما وصفها لهم عز..و بمجرد أن هبطت حنين من السيارة وهي تتعجز علي يد عز حتى التف حولها الجميع بقلق يسألون بقلق "مالك يا حنين" "حصل إي يا عز" "مالها ما كانت خارجه بخير"
عز باطمئنان:متقولوش يا جماعة شوية إرهاق بس
ماهر بهمس:طب إحنا نستأذن بقي
عز:معبش تعبتكوا
أمجد بهمس:لا و لا يهمك ربنا يخليكوا لبعض
صعدت حنين مع عز تحت أنظار أمجد و ماهر الغير مصدقة لما حدث..
تمددت حنين علي فراشها و يدها لم تفارق يد عز الذي قال:غمضي عينك و ارتاحي و متفكريش في حاجه
ابتسمت حنين ابتسامة حزينة و استسلمت لنومها سريعا..بدل عز ثيابه و توضئ ليصلي فرض العصر
............................
مع دقات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..فتح عيونه ببطء إثر سماعه صوت دقات جرس الباب..نظر إلي الساعة بتعجب و اطمأن علي أن أخته مازالت مستسلمه لنومها...
اتجه ناحية باب المنزل بتكاسل و فتحه ببطء لتتسع عينيه دهشة..
نظر عز بتعجب إلي وجود ماهر و أمجد في تلك الساعة و من هذا الرجل الذي معهم !!و لماذا ينظر لها هكذا!! لماذا عيونه ممتلئة بالدموع!!
أسئلة كثيرة دارت بذهن عز ولكنه قال:اتفضلوا اتفضلوا
دخل عامر ليفاجأ بصورة تزين الحائط لحسن و فيروز و أطفالهم وهم رضع..
تنهد عامر بحزن و نظر إلي عز و تمني لو استطاع احتضانه دون كلام..ظل يتأمل ملامح وجهه..كم تشبه كثيرا حسن و فيروز..لا يصدق أنه عاش لليوم الذي يري فيه أولاد حسن مرة اخري..
عامر بانتباه:ممكن تنادي أختك يا عز
عز بتعجب:أختي!!ليه يا فندم!!
عامر:دقايق و هتعرف كل حاجه
تنهد عز بتعجب واتجه إلي حجرة حنين و أيقظها بهدوء و طلب منها ارتداء حجابها و إسدالها وسط حالة من التعجب منه ومن حنين..
ظل حسن يتأمل صور أخيه التي تملأ الحائط و الدموع تسيل علي خديه في هدوء..
ماهر بهمس:يا عمو مينفعش كدا أهدي عشان خاطري
أمجد بهمس:يا بابا أهدي كدا هيقلقوا
قطع كلامهم دخول حنين مع عز وهي متعلقه بيده..لتتسع عين عامر دهشة من تلك النسخة المصغرة من فيروز و لكنها تمتلك نفس تعابير وجه حسن عندما يكون مندهش..
عز:ممكن أعرف في إي بقي
وضع عامر صورة يبدو عليها القدم علي الطاولة أمام عز ليلتقطها عز بهدوء وتتسع عينه دهشة هو و حنين و يقولوا في صوت واحد:بابا
عامر:الصورة دي كانت يوم فرحي أنا عامر توفيق السيوفي
عز و حنين بصدمة:نعم!!!
وضع عامر صورة أخري أمامهم و التقطها عز بسرعة لينظر لها بصدمة هو و حنين..
عامر:و الصورة دي كانت في فرحي برده ليا و لمراتي و لأخويا حسن و مراته فيروز
أكمل عامر كلامه قائلا:فيروز أكيد حكيت ليكوا عن خطفكوا بعد موت حسن بشهر و الظروف الغامضة اللي خددتكوا فيها و مشيت من القصر
نظر لهم عامر بحنان وقال:أنا جاي النهاردة عشان أرجع ولاد حسن توفيق السيوفي لبيت أبوهم
نظرت حنين إلي عز بصدمة وبادلها هو أيضا نفس النظرة و حاولوا تجميع أي كلمة ولكن دون فائدة..
ماهر في محاولة لجذب أحدهم للكلام:إحنا كنا شاكيين أول ما دخلنا المحل النهاردة بس اللي أكد لينا لما عز قال اسمه كامل
عز بقوة :بقي أنتوا راجعين بعد كل السنين دي و تقولوا نرجعكوا لبيتكوا
عامر بندم:أنا عارف إننا اتأخرنا بس أنت عارف برده إن فيروز طلبت كدا
عز بحزن:ماما ماتت من 8 سنين يا عامر بيه
أمجد:إحنا حاولنا كتير نوصلكوا بس معرفناش
نظر عز إلي حنين ليجدها ساكنة تمسك صورة والديها وتتحسس وجههم بيد مرتعشة..
عز بخوف:حنين أنتي كويسة
هبطت دمعة حارة من عيون حنين وقالت:شايف ماما كانت بتبص لبابا إزاي وهو بيبصلها إزاي
نظرت حنين إلي أخيها بعيون دامعة وقالت:أنا الوقتي عرفت ليه ماما كانت بتقول إن الموت راحة عشان هترجع لحبيبها
انفجرت حنين باكية وهي تحتضن صورة والديها وكهذا عز لم يستطع تمالك نفسه هو الآخر..
نظر ماهر و أمجد إليهم بعيون دامعه وقالوا لعامر:الوقتي محتاجينك
قام عامر و اتجه إلي طفلي أخيه و وقف أمامهم و أمسك بيد عز و حنين ليوقفهم سويا وقال:وحشتوني يا ولاد حسن
استسلم عز و حنين إلي احساسهم وارتموا بأحضان عامر متعلقين به يبحثون عن راحة والدهم في أحضانه..
كان عامر في احتياج لتلك الضمة أكثر منهم..وجد في تلك الضمة احساسه بضمة حسن له..مسح علي رأسهم بحنان ليزيد التؤامان من بكائهم و هم يقولون بصوت خافت:بابا و ماما وحشونا أوي
بعد دقائق...مسح عامر دموع أولاد أخيه وقال بابتسامة باهته:حقكوا عليا يا ولاد أنا آسف أنا اتأخرت أوي
مسح أمجد دموعه وقال في محاولة لإزالة هذا الجو الحزين:أحم أحم بقولك إي يا بن عمي مفيش حاجه تتأكل
ضحك عز بخفوت وقال بمرح:حد قالك إني الشيف عز أنا مهندس يا بني
أمجد بصدمة مصطنعه:ابنك !!يا حبيبي يا بابا
اتجه أمجد وماهر إلي عز واحتضنونه بقوة و حنين متعلقه بحضن عمها عامر..
أعددت حنين بعض السندوتشات و الشاي وجلست مع عمها و أولاد عمها بسعادة..
عامر:المهم بإذن الله بعد صلاة الفجر هنرجع بقي لبيتنا
عز:بس يا عمي إحنا لسه مضبطناش امورنا و كمان أهل المنطقة لازم يعرفوا
عامر:بسيطة يا حبيبي يعرفوا و إحنا في صلاة الفجر
حنين بإحراج:بس برده يعني محدش يعرف هناك و كده
عامر:متقلقيش الكل مجمع بكرة عشان يعرف وبعدين أنا لو رجعت من غيركوا سناء ممكن تفجرني
حنين بابتسامة:نفسي أشوف طنط سناء اوي ماما كانت بتحكي عنها كتير
عز مداعبا:ماما كانت بتقول إن طنط سناء قالتلها مرة إن أمجد كان عنده عصفور موته عشان يجيب لسان العصفور
انفجر الجميع ضاحكا بينما قال أمجد:الله يخليكي يا ست الكل دايما فضحاني كدا
عامر بضحك:متزعلش نفسك يا أمجد..ماهر لما كمل 6 سنين جاب عصفورة وقتلها عشان صوتها كان بيصحيه الصبح
أمجد بضحك:و يوم عيد ميلاده لما شال التورتة و قعد عليها عشان محدش يأكل منها غيره
شرع ماهر في القيام قائلا:طيب يا جماعه فرصة سعيدة استأذن بقي عشان شكل الحفلة هتتقلب عليا
بعد ما يقارب الساعتين..ارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر ليذهب الرجال للصلاة وتبدأ حنين بنشاط تعد كل أغراضها هي و عز..
أنهت حنين وضع جميع الصور و الملفات الخاصة بهم والملفات التي أمنتها علي فيروز..أحتضنت حنين قلادة ابيها وقالت لنفسها"بابا إحنا راجعين البيت اللي أنت كبرت فيه..أنا خايفة يا بابا بس عز مطمني حتي عمو عامر كمان يا بابا..متشوقه أرجع عشان أحقق الحلم اللي ماما حلمت بيه إننا لما نرجع هنرجع حقك"
بعد ساعة....أغلق عز حقيبته قائلا:متأكدة يا حنين منسناش حاجه
حنين بلخبطة:أيوة
عز باطمئنان:متخافيش يا حبيبتي إحنا هنفضل سوا و كمان شايفه عمو عامر بيعملنا إزاي متخافيش
حنين بتنهيده:ربنا يستر
هبطت حنين مع عز بعد أن ودعوا المنزل الذي ضمهم في ليالي حزن و ألم و سعادة و اجتهاد و مذاكرة و لعب..المنزل الذي نشئوا فيه بين أحضان والدتهم..
ودع عز و حنين أهل المنطقة بدموع علي فراقهم و جلسوا بجانب عمهم متجهين إلي حياة لا يعلموا ما هو مصيرها..
................................................
بعد صلاة العصرفي قصر آل توفيق..أنتهت سناء تأكدها من إتمام الطعام وتجهيز الغرف لإستقبال عز و حنين..
وسط تعجب من سميرة و الفتيات من الحالة الطارئة علي القصر..
وضعت سناء هاتفها بجوارها وقالت:خمس دقايق و هيكونوا هنا
سميرة بتعجب:معرفش ليه حاسه إن عامر عامل حاجه
أشار أدهم علي اصبعه بمعني "اتجوز"
ضحكت سناء و ضربت أدهم ضربة حفيفة في كتفه وقالت:ماشي يا أدهم بقي دي اخرتها
جهاد بمرح:هو قال حاجه عجيبة يعني مش الشرع محلل أربعة
فرح:بس يا بت أنتي كمان هتبقي أنتي و ماهر
رقية:علي فكرة ماهر بيكلم صح اعترضي بقي اعترضي
فرح برفعة حاجب:تقصدي بقي إنه ممكن يعملها تاني
ناصر:لا يا فرح العاقل ميعملهاش مرتين
سميرة:تقصد إي يا ناصر
رقية:اوووبا شكلها كدا هتولع
أما في خارج القصر أمام البوابة..هبطت حنين من سيارة عامر و هي ممسكه بيد عز بخوف..
عامر للخدم:طلعوا الشنط فوق
حنين بخوف:أنا عايزة أروح يا عز
عز بقلق:متقلقيش يا حنون أهدي
ماهر:أهدي يا بنتي دا مش امتحان فيزيا
عامر:يلا يا شباب
في بهو الصالة..عًلت ضحكات الجميع وقال ناصر:بتحبي أنتي تهدي النفوس يا روء
رقية ببراءة:طبعا طبعا يا عمو
قطع كلامهم صوت عامر يقول:السلام عليكم
التفت نظر الجميع إلي عامر و ماهر و أمجد....رد الجميع السلام وقال عامر:طبعا أنتوا فاكرين إني جاي ومعايا ضيوف أو مفاجأة بس اللي متعرفهوش إني جاي ومعايا صحاب بيت ليهم في المكان دا زي ما لينا بل و أكتر.. اللي أقصده إنهم جزء من العيلة دي اتحرمنا منه فترة كبيرة
وقفت سميرة بصدمة وقالت:عامر أنت تقصد إن...
أشار عامر إلي ماهر و أمجد بالإبتعاد عن بعض ليدخل عز و بيده حنين لتقول سناء بصدمة:فيروز !!!
عامر:أحب أعرفكوا عز حسن توفيق السيوفي و حنين حسن توفيق السيوفي
اتسعت عين الجميع دهشة و انطلقت سميرة إلي عز و جذبته إلي أحضانها بقوة وهي تشعر أنها تحتضن أخيها بينما وقفت سناء أمام حنين تتأمل وجهها بيدها و كأنها تشعر أن من أمامها هي فيروز..ضمت سناء حنين إلي أحضانها بحنان وهي تقول:وحشتيني يا بنتي
لم تعلم حنين ماذا تفعل ؟؟ فمهما كان هي لم تختلط بأحد من قبل..نعم هم أهلها و لكنها تشعر بالقلق..و لكن سرعان ما بدأ يختفي القلق تدريجيا في أحضان سناء لتتعلق حنين بها وتشعر بالحنان في ضمتها لتقول لنفسها "كان عندك حق لما حبيتها أوي يا ماما"
أما الحال لم يختلف عند عز قليلا..فقد تعجب من ردة فعل سميرة و لكنه أيقن أنها عمته عندما شعر بالأمان في ضمتها..عندما قالت له سميرة:وحشتيني يا ابن أخويا
أما الفتيات وناصر كانوا في حالة من الدهشة..غير مستوعبين أن بعد كل ما مضي سيعود أولاد حسن إلي قصر آل توفيق..ابتسمت سميرة لحنين و ابتعد عن عز لتضمها و تضم سناء عز..
صاحت جهاد بمرح في سميرة:لو سمحتي كدا يا عمتو أنا عايزه اسلم بقي مليش دعوة
ابتعد سميرة عن حنين بعيون دامعه لتقول جهاد:أنا جهاد بنت الحاج عامر العسل دا
حنين بابتسامة هادئة:و أنا حنين
ضمتها جهاد بمرح وقالت:لا أنا بحضن علطول
بينما كانت حنين منشغله في التعرف علي فرح و رقية كان عز منشغل بالتعرف علي ناصر و أدهم..
أشار أدهم بيده بمعني :كان نفسي أشوفكوا من زمان"
تكلم عز بلغة الإشارة بمعني "و أنا كمان نفسي أشوف اللي كان بيلغبني كل أما ألعب معاه"
ضحك أدهم بتعجب لتذكر عز ذكرياتهم في حديقة القصر عندما كانوا يلعبون بعيد عن أعين غادة ليتكلم بلغة الإشارة بمعني "لسه فاكر"
تكلم عز بلغة الإشارة بمعني "محدش ينسي طفولته"
ابتسم أدهم و التفت عز إلي ماهر و أمجد اللذان قدما رقية و فرح له..
كانت جهاد تقف بجانب حنين تداعبها بمرح لتقول:بصي بقي هعرفك علي أهم شخص في العيلة دي و هو البشمهندس أدهم
جهاد بصوت عالي نسبيا:يا أدهم
التفت أدهم لجهاد و انتبه إلي حنين التي تقف بجانبها و خديها يتوردان خجلا..ردد أدهم في نفسه "سبحان من خلقكي بهذا الجمال"
أبعد أدهم نظره سريعا عن حنين و تقدم ناحيتها وهو يحاول أن يتلاشي النظر لها وحرك يده بمعني "حمدلله علي سلامتك"
أيقنت حنين من أن هذا أدهم الذي أخبرها عامر عنه وهم في الطريق الذي فقد النطق فأشارت بيدها بمعني "شكرا"
جهاد بمرح:بصي بقي أدهم دا بقي شكله ميقولش مهندس خالص ممكن تقولي هو الدكتور النفسي للعيلة المعقدة دي
ضحكت حنين بخجل بينما رفع أدهم حاجبه لجهاد و رفع يده كأنه سيضربها لتقول جهاد بطريقة مسرحية:هتمد إيدك علي أمك يا بني
حنين بضحك:يخربيتك أنتي بتهزري في أي حاجه و كل حاجه
كتب أدهم علي هاتفه "دي تافه أصلا" و وضعها أمام حنين لتنفجر ضاحكه و تقول جهاد:ماشي يا أدهم و الله هقول لأمجد يجبلي حقي
كان أمجد منشغل بالضحك هو ماهر و عز ليسمع صوت جهاد تنادي باسمه ليلتفت لها ويقول:نعم يا بنتي
جهاد بحزن مصطنع:أدهم بيقول إني تافه
أمجد:ما هي دي الحقيقة أدهم مقلش حاجه غلط
أرسل أدهم قبلة في الهواء لأمجد وبادله هو فعلته بينما قالت جهاد بغضب طفولي:أنت أخ أنت
ماهر:بذمتك دا منظر بني آدم مش أخ
من بين هذا الحوار كان عز متعجبا من تلك الفتاة التي يبدو عليها ملامح الطفولة حتي في كلامها..و لكنه سرعان ما أبعد وجهه عنها وقال لنفسه "هي دي هربانه من مستشفي المجانين و لا إي"
سمع عز صوتها الطفولي يقول:نورت البيت
ابتسم عز لها لتظهر غمازاته وقال:شكرا
جهاد بهمس لرقية:أمسكيني يا رقية
رقية بخضة:في إي
جهاد:مش شايفه الغمازات يالهوووي

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن