الفصل الرابع والأربعون

49.5K 2K 261
                                    



الفصل الرابع والأربعون:

استقبلتهما بألفتها المعهودة وعلى ثغرها ابتسامة عريضة.

دعتهما للدخـــول في غرفة الضيوف أولًا ريثما يستعد الصغيران لتلقي الدرس.

كانت ملامح بسمة متجهمة إلى حد ما، فقد استاءت من حضور أختها معها وملازمتها إياها خلال عملها دون أن تعرف السبب الحقيقي وراء تلك الزيارة.

وتعمدت نيرمين أن تأتي معها لغرض ما في نفسها، وأحضرت كذلك رضيعتها لتثير شغف جليلة إلى الصغار، خاصة أنها قرأت في عينيها رغبة مُلحة في الحصول على حفيد جديد لعائلة حرب.

يكفيها تلك النظرات الموحية والكلمات المتوارية لتزرع في نفسها الشك حول تأكيد تلك الرغبة.

ولما لا تعطي لنفسها الفرصة للتقرب أكثر إليها وقد أوشكت عدتها الشرعية على الانتهاء؟ فربما بطريقة ما تلفت أنظارها إليها.

قطعت بسمة الصمت السائد مستطردة حديثها بتبرم:

-مش فاهمة انتي صممتي تجي ليه معايا

ردت عليها نيرمين ببرود وهي تهز كتفيها في عدم مبالاة:

-مالكيش فيه

ثم أدارت جسدها للجانب لتقع عيناها على صورة عائلية لعائلة حرب. وبالطبع التقطتت نظراتها شخصه المهيب.

أخرجت من صدرها تنهيدة حارة فتعجبت بسمة من طريقتها.

دققت النظر فيما هي محدقة به بنظراتها الغريبة، وتساءلت بفضول:

-متنحة في الصورة ليه

أجابتها بلا وعي:

-طول عمره راجل

سألته بحيرة :

-مين ده؟

أجابتها نيرمين بتنهيدة مطولة:

-سي منذر، شايفة واقف ازاي

ارتابت بسمة من طريقتها الغريبة في الحديث بتلك الهيئة، ورددت بتهكم:

-ماله يعني، عادي!

ردت عليها نيرمين بإنزعاج:

-ايش فهمك انتي في الرجالة

نظرت لها بسمة باندهاش أعجب ، وتمتمت مستنكرة:

-واحدة زيك المفروض تكون كارهة الصنف كله بعد اللي شافته في جوازتها الأولى

عبس وجـــه نيرمين بشدة، وردت بسخط جلي:

-هي دي كانت جوازة أصلًا، متفكرنيش!

بررت لها بسمة سبب اندهاشها قائلة:

-ماهو عشان كده أنا مستغربة بصاتك ليه هو بالذات!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن