الفصل الحادي والعشرون

51.6K 2K 245
                                    


الفصل الحادي والعشرون :

اتجهت عاملة نظافة الغرف الملتحقة بالعمل في ذلك الفندق إلى موظفة الاستقبال لتحصل منها على إذن رسمي يسمح لها بالدخول إلى الغرف الغير مشغولة لتنظيفها كما هو معتاد ، وخصوصاً غرفة ما بعينها.

أشارت لها الموظفة بعينيها متساءلة بنبرة عملية :

-انتي متأكدة ؟

أجابتها العاملة مؤكدة :

-ايوه حضرتك ، هما بقالهم يومين مش موجودين ، والأوضة محتاجة تتروق ، والملايات تتغير ، وآآ..

قاطعتها الموظفة بجدية :

-اوكي اعملي شغلك وروقيها ، وأنا هاشوف مع المدير هانتصرف معاهم ازاي

أومـــأت العاملة برأسها مرددة بهدوء :

-ماشي ، عن اذنك

-اتفضلي

انصرفت بعدها العاملة لتسحب عربة التنظيف الخاصة بها ، واتجهت نحو المصعد لتواصل عملها في تنظيف الغرف بالطوابق العليا.

بعد برهة ، وصلت إلى الغرفة المنشودة.

فتحتها بإستخدام النسخة الإلكترونية الاحتياطية التي بحوزتها ، وولجت إلى الداخل.

كان كل شيء كما تُرك منذ أكثر من يومين ، فبدأت هي في تنظيم وترتيب الشراشف ، ثم غيرت المناشف القطنية بأخرى جديدة.

لفت أنظارها الحقائب المفتوحة ، فعمدت إلى إلقاء نظرة سريعة على محتوياتهم قبل أن تغلقهم. ولكن وقعت أنظارها على كيس بلاستيكي داكن.

دفعها فضولها لإختلاس النظر إلى ما به. وبالفعل فتحته بحذر شديد.

اتسعت حدقتيها في إندهاش عجيب ، وسيطر على حواسها رغبة طامعة، لقد كان الكيس يحتوي على أموال كثيرة.

ازدردت العاملة ريقها بتوتر كبير ، وحدثت نفسها قائلة :

-كل الفلوس دي معاهم !! تيجي ازاي وهما شكلهم كُحيتي !

عضت على شفتها السفلى ، وبرقت عيناها بوميض غريب. سريعاً ما اتسعت ابتسامتها الخبيثة لتحدث نفسها بطمع :

-مش هيجرى حاجة لو أنا خدت الفلوس دي ، ولا من شاف ولا من دري !!!!!

هزت رأسها نافية محاولة إقناع عقلها بالعكس :

-لالالا ، أنا ممكن أتمسك وأروح في داهية لو اتعرف إني أخدتهم !

لعب شيطان رأسها بها ، ووسوس لها أن تأخذ ما لا تستحقه.

بدا الطمع جلياً على نظراتها إلى تلك النقود ، وفي الأخير استسلمت لإغرائه ، وسحبت كيس النقود بالكامل ، وأفرغت ما به ، ثم دسته في عربة التنظيف بعد أن لفت الأموال بملاءة متسخة حتى لا تلفت الأنظار إليها.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن