الفصل العشرون

52.2K 2K 228
                                    


الفصل العشرون :

أطفأت عواطف الإنارة بغرفة ابنتها بسمة بعد أن غفت على فراشها. رمقتها بنظرات أخيرة قبل أن تلج للخارج وتغلق الباب خلفها بهدوء حذر.

سألتها نيرمين بنبرة عادية وهي تجمع صحون الطعام المتسخة :

-نامت ؟

أجابتها عواطف بإيماءة واضحة من رأسها :

-اه يا حبة عيني ، زي ما تكون بقالها سنة ماشافتش طعم النوم

أضافت نيرمين قائلة بجدية :

-ده أحسنلها عشان جسمها يفوق من تاني

وافقتها عواطف الرأي وتابعت قائلة بصوت جاد :

-بدي أروح أشوف بنت أخويا هي كمان وأطمن عليها !

رمقتها نيرمين بنظرات شبه حادة ، وردت بإمتعاض :

-ما هي في المستشفى وحواليها دكاترة أد كده هايكون ناقصها ايه !

انزعجت عواطف من ردها القاسي ، واحتجت قائلة بعتاب :

-مايصحش يا نيرمين ، أنا مقصرة جامد في حقها ، وحتى دفنة أمها مش عارفين هاتعمل فيها ايه لحد دلوقتي !

تقوس فم نيرمين للجانب لتضيف بتهكم :

-يا ماما عادي ، هي مش أول واحدة يموتلها حد ! وبعدين احنا منعرفهاش أد كده

أغاظها ذلك الجحود البادي عليها ، فصاحت معنفة إياها :

-انتي عاوزة تركبينا الغلط ، يعني ايه منعرفهاش ، دي بنت أخويا الله يرحمه

حاولت نيرمين أن تتدارك الموقف قبل أن تثور عليها والدتها ، فقد أخطــأت في عبارتها الأخيرة ، وهتفت مصححة :

-مقصدش ، بس احنا برضوه عندنا مشاكلنا وزيادة !

ثم دنت منها لتضيف بنبرة ذات مغزى :

-ده غير انها مش في وعيها ، يعني مروحتك ليها لا هتقدم ولا هتأخر !

نكست عواطف رأسها قائلة بخزي :

-قلبي مش جايبني أسيبها لوحدها !

وضعت نيرمين يديها على كتفي أمها ، وضغطت عليهما قليلاً وهي تقول بمكر :

-هي مش لوحدها ، ما أنا قولتلك من شوية هي معاها دكاترة وممرضين ، وناس فاهمة شغلها كويس ، ده غير انها أعدة في مستشفى ، وفي مواعيد للزيارة ، يعني ممكن ميرضوش يخلوكي تشوفيها !

ارتفع حاجب عواطف للأعلى في استغراب واضح ، وهتفت متعجبة :

-هما ممكن يعملوا كده ؟

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن