أصوات خافتة جدا تهاوت على مسامعي ..
ونسيم بارد لفح وجهي ! ، فتحت عيناي ببطء شديد لأجد السيارة واقفة !
لا أسمع صوت السيارات ، ولا صوت الزحام ! فتحت عيناي أكثر ونظرت من حولي بكسل لأجد كريس متكئا بيده على النافذة المفتوحة ينظر إلي بشرود وما أن التقت عيناي بعينه حتى اشاح بوجهه ..
هل كان .. يحدق بي ؟
طرفت محاولة أن أستوعب قليلا ثم وبشكل لا إرادي عاود ذلك التوتر الغريب يجتاحني !!
أطرقت رأسي قليلا ثم نظرت إليه باستغراب حتى قلت متداركة : هـ .. هل وصلنا ؟
_ نعم ..
قالها وهو يأخذ المفتاح ويضعه في جيبه متمتما : انزلي ..
نزلت لابتسم لا شعوريا بسبب الهواء الجميل الذي يميل للبرودة ، حرك شعري فتناثر وتبعثر جراء ذلك وللحظة استوعبت ما أمامي لتتسع عيناي بدهشة واعجاب !
بـ .. بحر !
يالحماقتي ، لقد استوعبت للتو فقط بأننا على الشاطئ ! ولكنني لم أنتبه لأن الأمواج كانت ساكنة فلم تلفت إنتباهي أو مسامعي !
لقد كان البحر صافيا بلون أزرق فاتح بسبب انعكاس لون السماء عليه !
همست بدهشة : هذا .. رائع !
سرق بصري الطيور التي تصدر اصواتا عالية بنغمة مميزة وتطير كجماعات فوقنا بمسافة قريبة واختلج صوتها مع صوت النسيم اللطيف مما جعلني أقول بإعجاب : إنه مكان مثالي !
_ لهذه الدرجة ؟
قالها بلامبالاة فقلت دون شعور بحماس : أعشق البحر !
ارتفع حاجبيه بشيء من الحيرة يجوبها الإستهزاء فاستوعبت ردة فعلي الساذجة إلا أنني لم اكترث وأشحت بوجهي أنظر للمكان مجددا !
التفت للخلف أنظر إلى ذلك المنزل الكبير خلفي مباشرة منبهرة به ! لقد كان منزلا رائعا بالفعل ، طغى عليه اللون الأبيض ولاحظت أن معظم نوافذه وأبوابه زجاجية ! هذا يعني أن هذا المنزل دائما ما يتشبع بأشعة الشمس ! إنه بالفعل يحب ان تكتسح أشعتها المكان الذي يجلس فيه كما قالت أولين ..
لقد كانت المساحة الموجودة أمام المنزل أشبه بالشرفة العريضة احتوت على طاولة وحولها أربعة كراسي ، وفي الجهة الأخرى أرجوحة خشبية بمسند أبيض اللون عريض ووسائد صغيرة بنية كلون الأرجوحة ! ويوجد خمسة درجات تقريبا أسفلها رمال الشاطئ الناعمة .
ارتخت ملامحي محدقة بالمكان وأنا أتأمله بصمت .. يبدو أن لكريس ذوقا مميزا !
_ لقد اشتريت طعاما أثناء نومك ..
قالها ببرود واضعا يديه في جيبه ، هل تركه في السيارة ! لا أرى أي طعام ..
_ ولكننا تناولنا الفطور منذ فترة قريبة !

أنت تقرأ
عذراً لكبريائي
Romance_إن انقضت هذه الثلاثة أشهر دون أن أذرف دمعة واحدة بسببك يا كريس .. فسوف تعتذر لي ولعائلتي أمام باب منزلنا في مدينتي ، جاثيا على كلتا ركبتيك في حيّنا! ضاقت عيناه ولمعتا بشدة ، ثوان فقط حتى تقدم نحوي وأنا لا أزال استند على الباب ، وقف أمامي مباشرة لي...