اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
هديّة.
_
في كبد الليل حينما يحملنا الظلام أجنة بين كفيه، يتآمر علينا السهاد، وتتخاصم الجفون، ومهما حاولنا عقد اتفاقية سلام مع النوم تأتي الذكرى بسيفها البتار لتمزق أطراف أصابعنا في محاولة رادعة لقتل الالتحام.
وفي موعد مع نسيم الليل، أضمرت بداخلها العداء لكل أشياءه؛ فعلى صغرها وانحطاط شأنها تملك حق مجاورته بينما هي وقلبها على حدٍ سواء يتيمين يلتحفان قسوة بعده.
هو الذي جراء تنهيدةٍ منه يشهق قلبها في بلاد أخرى، وبابتسامة يحل العيد. وبدونه يأتي عيدها مفلسًا من الفرحة، ومنطفئ الشموع.
يومٌ يطويه آخر تزداد ضغينتها ناحية الأشياء. فتلك ملابسه تملك حق الالتصاق به دون فواصل، وذاك قناعه له كامل الحرية في احتضان وجهه طوال الوقت، وتلك الفرشاة التي رسم بها الفردوس يومًا نالت شرف اختياره أن يعانقها ويتحرش بأنوثتها حتى لو كانت مجرد فرشاة يكفي ملكيتها لتاء الأنوثة المربوطة لتحترق منها غيرة!
جرّب أن تأخذ قطعة لحم من لبوة جائعة لأيام واحكي لي ماذا حدث، لو كنت على قيد الحياة بعدها.
ذراعاها اللذان يحيطان عنقه، عبقه المتغلغل بداخلها، وقربه، أشياء أفقدت كتلة اللحم بين جنبتيها صوابها فأخذت تهتز وتقفز في محلها بلا توقف. شعورها بأنها تود لو تسكن بداخله هو حتى ترضا بالقرب يتفاقم كلما اقتربت.
وكلما أحبته رغبت لو تحبه أكثر وتحبه أكثر بالفعل!
أفلتت تنهيدة خافتة وهي تدفن رأسها به أعمق. أطراف شعره الناعم يشاكس بشرة أصابعها فاتسعت ابتسامتها؛ شعورها به وبكل ما لهُ، بكل ما فيه، يجعلها على قيد الحياة. حية وتتنفس! خطواته على عشب الحديقة تصدر لحنًا منتظم النوتات جعلها ترتخي بين ذراعيه أكثر.
