١٨؛ لَيس حُلمًا شَارِدًا.

4.9K 481 708
                                    

👻

هديّة توأمة روحي بمناسبة رشّة الرومانسيّة خِلال هذا الجزء ∩__∩

هديّة توأمة روحي بمناسبة رشّة الرومانسيّة خِلال هذا الجزء ∩__∩

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_


يقولون.. رجال نوفمبر يموتون قهرًا. لكن ما لم يعرفوه أن للحب في آيار رجال يعيشون موتًا. يعيش فينا الموت، جنينٌ صغير. ينمو منّا، من أحلامنا المندثرة، من طموحاتنا المُغتَصبة، من مستقبل كان لنا ذات أمل، وسُلِب بكل ظلم.

من أشخاصٍ ولِدوا فينا وماتوا فينّا مُخلفين وراءهم جنين موتنا. من جرحٍ طويناه بكتمان واستمر ينزف. من أنين حاصرناه بالصمت. وقلب ممزق قيدناه خلف القضبان.
من أرواح فارقتنا للتراب وأرواح فارقناها للحياة. يولد من أنفاسنا الأليمة، من وجوهنا الجامدة، من أعيننا الفارغة، من مجتمع زاد تصدعاتنا، وأسرة أهلكت كاهلنا، من صديق خائن، وحب ضامر، من ذكرى شاردة، ودمعة عابرة، من ابتسامة كاذبة، وكذبة منمقة.

من كلمات كـ أنا أحتضر الآن تخرج أنا بخير الآن!

يُبعث الموت جنينًا فلمَ تستهونون دومًا بألمنا الصغير وبحزننا الضئيل؟ لمَ تتهموننا بالتهويل؟ وتحاكموننا تحت جناح الظلم، بالتعظيم!

لسنّا نعظم! نحن نخشى نمو الموت. نحن نريد العيش، وليست خطيئة.

ولأنه أحد رجال آيار، عاش بيكاسو الموت. فمنذ بدء الخليقة، ترفعت الحياة عنه. عن منحه شيئًا منها أو الابتسام له مرة.
ودّت الحفاظ على أسنانها مستورة أمامه وحده ويوم ابتسمت كان عليه وليس له!

كالكواكب، يدوران في أفلاك متجاورة، على بعضهما من بعيد يُلقيّان التحية واللقاء ممنوع؛ لو التقوا سيحدث التصادم، الانفجار.

ولأنه لوهلة نسيّ نظرية الكواكب، شرّد من فلكه لفلكها!

فابتسمت الحياة، وانتظرت الانفجار. مَن الجاني منهم، وأربعتهم يتشاركون نفس المساحة؟ بيكاسو وإيرين، وفي الزاوية احتست الحياة كأس نبيذ على شرف الحب!

من الجاني هنا؟ على من تشير أصابع الاتهام؟ وهل من محكمة قادرة على وضع عنقه بين حدي مقصلة؟

أرجح الحب. فلو لم يخترهما ويجني عليهما لما تمكنت الحياة منهما. هو نسج الشباك وأحصى المسافة ثم أتت الحياة واصطادتهما. فالحياة كسولةٌ عن القيام بدورها وحدها ولذلك تستعين بالأشياء وتمنحهم حرية إقامة المؤامرات لتسهيل المهمة، لخلق نهايةٍ فريدةٍ من نوعها!

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن