2. قدْ أفقِدُ عقلي !

196K 9.6K 10.4K
                                    

توقفت عن الحديث محدقة إلى الهاتف الذي قد رن فجأة !!

قفزت نحوه بسرعة كما لو كنتُ أمارس رياضة قفز الحواجز وبكل حماس فلعله يكون إدوارد ولكنه لم يكن سوى ..إيثان !
لا أدري هل اشعر بالسرور أو بخيبة الأمل!
ابتسمت بهدوء وتحركت من مكاني مجيبة : مرحبا..
أتى صوته المنزعج : أتمنى فقط أن تكوني قد تذكرت بأنني ما زلت على قيد الحياة !
انتابني سرور لمجرد سماع صوته ، من كان يتخيل أن اتصال منه سيكون كفيل بتغيير مزاجي تماما !!
صحيح أن سام اقرب إلي من إيثان بكثير ولكن إيثان غالبا ما يحترف انتشالي من ضيقي ولو بكلمة واحدة فقط !

ربما بسبب ما حدث لي خلال هذه الأيام ، لا .. بل منذ تلك الليلة المشؤومة التي رأيت فيها وجه كريس وأنا أعاني من تعكر مزاجي طيلة الوقت في كل مكان وزمان ! سام لاحظ انزعاجي وفجرت به غيضي وغضبي ففضل ان يلتزم الصمت قليلا حتى ابوح بما يزعجني بنفسي لو أردت ، ولكن .. كما هو الحال الآن فلقد غادرت مدينتي وأوقعت نفسي في شبكة عنكبوت تجبر المشاكل على الالتصاق بي واحدة تلو الأخرى ! بالمناسبة العنكبوت هو مثال على وجه كريس الذي أدركتُ أنه عقاب أٌرسل إلي من السماء نتيجة لكل ذنب اقترفته منذ نعومة أظــ..
انتفضت بذعر حين تعالى صراخ من الهاتف : هل أحدث نفسي أيتها الحمقاء !
تداركت الأمر بسرعة : أ .. أنا معك لا داعي لتصرخ هكذا!

_ ما الذي كنت شاردة الذهن بشأنه ؟ هل تفكرين بحزن كم اشتقت إلي ؟
_ ياللثقة ! انت أسوأ من سام في بعض الأحيان حين يتعلق الأمر بحب الذات ..
_ لا تشبهيني بذلك الأحمق ! اتصل بي قبل يومين وهو ويصرخ بأنك قد هربت من المنزل ، قال شيئا مثل انزعاجك طوال الأسبوع فلربما هربت إلى مكان ما .. ظل خائفا ان يحمله أبي وأمي المسؤولية ..
انفجرت ضاحكة فأكمل : ولكنه تذكر فيما بعد انك انتقلت إلى المدينة المجاورة .. أي شقيق أحمق هذا !

اتجهت للأريكة لأجلس متجاهلة وجود كريس الذي يحدق إلي بصمت يجوبه ملل وهو يتثاءب ، نظرت إلى يدي التي اعبث بها بطرف الأريكة وانا اقول من بين ضحكاتي : يا الهي .. إنه حقاً مجنون ! حسنا دعنا من سام وأخبرني عن آخر أخبارك ؟ كيف هو حالك !
أجاب متنهدا : لست بخير ولكنني ما زلت اتنفس على الأقل!
تساءلتُ باستغراب : لماذا ؟ هل حدث مكروه ما ؟
_ لا لم يحدث شيء ، الأمر فقط ..
ظل متردداً حتى تمتم باستسلام : إنها .. كاترين!
ارتفع حاجباي : ما خطبها !
أجاب بهدوء : لقد انفصلنا !
تنهدت الصعداء قائلة بفرح : حقا ؟ هذا أفضل يا إيثان صدقني .. لم تكن مناسبة لك أبدا ، ولابد وأنك اكتشفت ذلك أخيرا!
_ لن أنكر هذا ..
أكمل بهدوء : المهم الآن .. هل تحدثت إلى والداي ؟ كيف هما الآن ! إنني أحاول الاتصال ولكن يبدو انهما يتجاهلانني ..
_ بالطبع سيتجاهلا الجميع ولا سيما ثرثرتك انت وسام التي لا معنى لها ..
_ لا زلت لا أعلم إلى أين ذهبا !! عملي في مدينة بعيدة لا يعني اقصائي من العائلة بحق الإله ..
ابتسمت بسخرية : إنهما يقضيان الاجازة في الجزيرة المعتادة ، ماذا الآن هل غيرت معرفتك بالأمر شيئا ؟

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن