الخطوة الأولى (7)

5.7K 386 57
                                    

إيلينا:

مضت ثلاثة أيام على تلك العملية وأنا لم أستطع أن أعود إلى البيت حتى الآن وذلك بسبب الرئيسة التي عاقبتني بشدة بسبب نجاحي في العملية وفشل خطتها في طردي لذلك أعطتني عملاً مضاعفاً وأنا لم أستطع النوم خلال هذه الثلاث ليال سوى أربع ساعات.

كنت أمشي وأنا نصف مغمضة العينين لأني أشعر بالإرهاق والتعب الشديدين. يا إلهي لايزال لدي الكثير من الأعمال ولن أنتهي منها أبداً.

إنّ الرئيسة كرهتني كثيراً بعد نجاحي بالعملية وحقدت علي كثيراً وتنتظر مني أقل خطأ حتى تعاقبني بشدة. حظي تعيس حقاً.

ذهبت إلى الكافيتيريا الخاصة بالأطباء كي أتناول فطوري فأنا لم أستطع أن أتناول شيئاً منذ صباح البارحة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن أظن أن هذه العبارة تنطبق علي دائماً لأنني قبل أن أتناول حتى لقمة واحدة رأيت الرئيسة قادمة باتجاهي ويبدو أنها لن تتركني قبل أن تفرغ كلّ غضبها علي.

رمقتني الرئيسة بغضب وقالت:
-أيتها الفاشلة ماذا تفعلين هنا؟؟

رددت عليها بهدوء قدر الإمكان:
-أنا أتناول طعامي. هل يبدو لكِ بأنني أشاهد التلفاز مثلاً؟!

-أيتها الوقحة وتجرؤين على الإجابة هل تريدين المزيد من العقوبات!!

-لا بالتأكيد ولكني بشر أيضاً وأحتاج إلى تناول الطعام.

-لا أنتِ لستِ من البشر فأنتِ فاشلة من عائلة فاشلة من طبقة العبيد والخدم فقط.

لذلك يجب عليك أن تركعي عند قدمي طلباً للمغفرة فقد أسامحك وأعطيك نقوداً كي تشتري فيها بعض الثياب اللائقة بالخدم. أنتِ وضيعة جداً.

لم أستطع أن أردّ بأي شيء. إن كلامها ليس صحيحاً ولكني لم أستطع أن أنطق فلساني عاجز بسبب الألم الذي أشعر به في داخلي وقاومت دموعي التي أوشكت على الخروج بصعوبة. لا أريد أن أبكي أمامها أبداً.

كانت الرئيسة تتكلم بصوت مرتفع وجميع الأطباء الموجودين هنا كانوا ينظرون لي باحتقارٍ شديد وتقزز لأنني متطفلة على طبقتهم الراقية.

لم أستطع أن أغادر المكان لأنني حينها سأعترف بالهزيمة لذلك أطرقت برأسي نحو الأرض وأنا لا أجرؤ على النظر في وجه أحد لكيلا أرى نظرات الشفقة أو الاحتقار التي تدمرني.

تمنيت أن تتوقف الرئيسة عن الكلام ولكنها تابعت قائلة:
-لماذا أنت صامتة؟؟ هل صدمتك بالحقيقة. أنتِ عاجزة على الرد على كلامي لأنه صحيح وليس لديك ما تعترضين عليه.

أنت مثيرة للشفقة فقط. يا فاشلة. إنني أشعر بالفضول الشديد كي أعرف كيف وصلت إلى هنا؟؟ وكم شخصاً خدعته حتى استطعت الصعود إلى هنا؟؟

القدر أم الحب؟؟ || Fate or Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن