||الفصل الرابع||

1.2K 100 81
                                    

المكان: كوكب جليزا. 

هرعت جنيفر نحو إدوارد فور أن لمحته وهو يدخل غرفة النوم وقد بدا عليه الإرهاقُ واضحًا. عانقته دون وعي تامٍ منها متناسيةً تغيبه عنها في لحظاتها العصيبة والتي كانت وقتئذٍ بأمس الحاجة إليه وإلى دعمه. بادلها العناق وكأنه يعانقها لآخر مرة ولكن لا وجه للشبه هنا وهي حقيقةٌ لا شك فيها. أحس بدموعها تنساب على عنقه فلم يتردد بالمسح على شعرها للتخفيف عنها وكم كان يود أن يشاركها البكاء فلعله يخفف من آلام قلبه ولو قليلًا. كان يتمنى في خلده أن تدوم تلك اللحظة ويتوقف الزمن عندئذٍ ولكن كل تلك مجرد أحلام وهمية. بعد أن خرجت جنيفر من حالة اللاوعي قالت باكية:

 «لقد اختطفت طفلتانا يا إدوارد».

وقبل أن يجد طريقة مناسبة للرد عليها دفع أحدهم الباب بقوة أفزعتهما. التفتت جنيفر وهي تمسح دموعها وما إن نظرت إلى الداخلين حتى ظهرت علامات الفزع والاستغراب على وجهها..

«جئت لأرحب بعودتك إدوارد». قالت فيكتوريا فور دخولها بصحبة عدد من حراس القصر وعلى وجهها علامات العبوس والغضب.

كانت جنيفر تارةً ما تنظر إلى وجه والدتها وتارة أخرى تراقب رد فعل زوجها الذي تجمد في مكانه دون حراك.
«ما الذي يحدث هنا بالضبط؟». قالت جنيفر عاقدةً حاجبيها لكن والدتها لم تهتم بإجابتها وأشارت إلى الحراس الذين تقدموا بخطوات سريعة نحو إدوارد وبدأوا بجره لخارج الغرفة.

ظهرت علامات الدهشة على وجه زوجته وهي تشاهد الحراس يسحبونه خارجًا وما إن استطاعت استيعاب ما يحصل أمامها حتى اندفعت تبعدهم عنه وهي تصرخ بهم ولكن دون جدوى فاستدارت تنظر إلى والدتها ثم قالت بحدة:

«أمي ماذا يحدث؟ أوقفيهم».

«اسمعي جنيفر إن كنت ستدافعين عن زوجك بعد ما حدث فهذا جرمٌ بعينه». صرخت والدتها بغضب.
«ولكن ماذا فعل؟ أنا لا أفهم شيئًا».

«لقد قتل وريثتا العرش الملكي، لقد قتل حفيدتاي». أجابتها والدتها بصوت مبحوح.

اتسعت عينا جنيفر البنيتان وهي تحدق بوالدتها بعدم تصديق، هل أخفقت حاسة السمع لديها؟ أم أنها في كابوس جديد؟ ولكن في كل الأحوال كان عقلها يرفض أن يؤمن بحقيقة ما يحدث أمامها في هذه اللحظة.

«ماذا تقصدين؟ أنا لا أفهم شيئًا». قالت ثم حولت نظرها نحو إدوارد كأنها تنتظر منه أي تفسير ولكنها لم تتلق أي إجابة من الطرفين ما جعل نبضات قلبها تتسارع رهبةً من هذا الصمت المطبق الذي سكن الأجواء في لحظة حرجة لكن سرعان ما أصبح الأمر جديًا لجنيفر فبدأت تشعر بجسدها ينهار خائرا بلا قوة.

«أمي أعدك لن أنهار مجددًا ولكن لا تقولي هذا الكلام أرجوك». 

قالت جنيفر باكية وقد امتلأت عيناها بالدموع التي تطالب بحريتها.

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن