46 شمس وأزهار

12.1K 1K 790
                                    

ماتيو

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ماتيو

لم يكن عدلاً.

التخطيط والتقرير والتنفيذ بدوني، لم يكن عدلاً، ولم يُسعفني وجهي في التعبير جيداً عما يعتريني داخلياً من احتجاج، حقي في المساعدة كالمعتاد لم يظل المعتاد بل الغير معقول، وأدركت حينها بأنني لم أخطو خارج نطاق مرأى الملكة منذ قرّر العالم جعلي أميراً.

يقول لي هو، صاحب وهج النيران الزرقاء، بأنني سأُعرض حياتهم للخطر، الخبر ليس مفاجأة، أردتُ القول، تواجدي هدّد حياتهم منذ التقيتهم، أتعني بأن الأمر تضاعف الآن؟

خلعني على حين بغتة من طور لبّ تساؤلات السجن الجديد إلى ما لن أعلم كنه أسبابهِ بالتساؤل فقط. ملك الغرب المقدس، ذو الكبرياء الملكي، الحضور المهيب، الوهج اللافح، ينحني أمام أخي الشرقي، يعتذر، يؤكد توقف التعذيب، ويُنقي قلبي من كل الأحقاد المتراكمة من حصونهِ في لحظة... أهذا معقول؟ بحركة واحدة وبضع كلمات، إنسان واحد فقط، له قدرة تصفية ما يقبض على فؤادي بقبضة من لهب بهذهِ السهولة؟ الحفر والتشوه والأثر تلاشوا من جسد ساي بمجرد رضوخ من ترضخ له الدنيا حباً وكرهاً.

تساءلت، هل يفعل هذا لينال رضاي أنا؟

لا، نيّته نقية لا تشوبها شوائب التقرّب والتظاهر، هو فقط أراد، وبشكل طبيعي جداً بعينهِ، عظيم في عيون الكون كله، الاعتذار عما قاساه ساي في حصونهِ. ربما كبرياؤه ليس متطرفاً لنفسهِ وسلالتهِ كما ظننت. قُدسية البرايمرد كانت وما زلت قبل نصف دقيقة سراباً بالنسبة لي، واعتقدت بأنها ستظل هكذا للأبد وإن أجبروني على أن أكون منهم، كانت... وأصبحت في لحظة ذلّ ملك ذو عرش، جليّة للعين والقلب. انكسارهُ هو فقط ما جعل من تقديسه أمراً ممكناً.

من أنت أيها الملك كريس؟ ...

"أما تزال مستاءً شمسي الصغيرة؟"

آه... نسيت أمرها هي أيضاً.

أردتُ قول ما سيُعيد حاجبيها للوضعية المطمئنة، ولكنني لم أقدر على اجبار نفسي على تصنع ما أشعر بهِ، لم ولن أفعل ما حيْيت. نعم أنا ما أزال مستاءً، ففي هذهِ اللحظة التي يبحثون فيها عن ديجين بين أكوام الجثث والعفن، أمشي أنا بصحبتها في أروقة القصر البهية بعيداً عن كل ألم يؤذي روح أختي، بعيداً عن حمل ثقلهِ معها.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن