chapter 7

288 21 4
                                    

(الجزء الأول ؛ اغسطس ( الفصل السآبع 





في الصباح , ورغم أنّ البردَ قارِس إلا أنّ هيرومي خرجت مبكّرًا لتتمشى في حديقة الحيّ

لم تكُن الأشجار تمتلِك أيّة أوراق .. والعُشب كذلك لديهِ لونٌ بنيّ , ولم يكُن هناك ازدحام بسبب البرد

جميعُ المحلّات بالقُرب علّقوا المصابيحَ وزيّنوا شجرة الميلاد * إنهُ اليوم ! اليومَ سوف اُتمم إحدى 
وعشرونَ سنة على قيدِ الحياة *

لم يُكن يومُ الميلاد احتفالًا أو مناسبة سعيدة بالنسبةِ لهيرومي .. بل كانَ تنبيهًا لها

وكأنهُ يخبرها بأنها أتمّت سنةٌ أخرى دونَ أن تصنَع انجازٍ يُذكر في أي سنواتِ حياتها ..

لذلكَ لا تحبّ الاحتفال بهِ أبدًا ~

الآن هيرومي ليْست مهتمّة لأيٍ من يوم ميلادها أو عيد الميلاد *الكريسماس*

بل كانت تحملُ حِملًا ثقيلًا على عاتقِها وهوَ ذلكَ المرض , أخبرت الجدّ هوكوتو وأتضحَ أنهُ يعرفُ الكثيرَ 
عنه

" هيرومي هذا الدواء سيساعدكِ على تقبّل العِلاج المعنوي فقط !

لن يساعدكِ هوَ على الشفاء ولكن عليكِ أخذهُ لكي يسهُل أمر علاجكِ " كانت هيرومي تتذكر 

كلمات الطبيب تلك

التي تبدو قاتِلة بالنسبةِ لها .


في السادِسة مساءًا , همّت الشمسُ بالغروب .. لم تختفِي تمامًا ولكن لم تكُن واضِحة بسبب

الغيوم الرمَادية *لقد قالوا بالأمس أنها ستمطِر والآن ينزلُ الثلج !! ماكانَ يجب أن أصدقهم*

أجل .. لم تسقُط أيّة قطرة ماءٍ من السماء .. وبدلًا من المطر تساقطت حبّات الثلج اللؤلؤيّة بغزارة

كانَ الهواء يتحكّم بحركة الثلوج .. ولم تكُن منتظمة أبدًا ؛ لذلكَ لن تنفع المظلّة في ذلكَ الحين ~

خابَ أملُ ساوكي ! فخطّتهُ كانت تعتمدُ على المطر .. ولكنهُ قرر أن ينفذها دونَ المطر !


بعد أن وصلت هيرومي للمنزل بصعوبة , أخرجَت مُفتاح المنزل بيديْها المرتجفتان " هيرومي-سان !"

أوقفها ذلكَ الصوت الخشِن الذي تُيْقن تمامًا من هوَ صاحبه ..
اِ
لتفتت ولم ترهُ بوضوح بسبب حبّات الثلج المتطايِرة " هل يمكننا الحديث قليلًا ؟ "

طلبَ ساوكي ذلكَ وهوَ على أمل بأن توافِق ..

لم تكُن هيرومي متأكدة من حقيقة وجوده ؛ لِذا أغمضت عيناها مدّة عشرة ثوانٍ تقريبًا

وعادت لتفتحها وتكتشِف أنهُ أمامها بالفعل وينظر إليها بلُطف !~


...

اقتربت من الهاتِف الذي رنّ طويلًا أخيرًا " مرحبًا ؟ "

" أوه ماساكو .. أنا في طريقي للمنزل , هل أنتِ على مايُرام ؟ " لقد كانت والدة ماساكو في رحلةٍ 

في الريف

وهاهيَ عائِدة لقصّ شعر ماساكو واستخدامهُ لصالِحها " أهلًا أمي " اكتفت ماساكو بذلكَ الرد

اطمأنّت والدتها وأغلقت الهاتِف .. وفي غصونِ نصفِ ساعة وصلت للمنزل

فتحت البابَ وأخذت تُنادي ابنتها لتستقبِلها " ماساكو عزيزتي أينَ أنتي !! "

خرجَت ماساكو من الطبخ تحملُ سكينًا طويلًا في يداها المرتجفتان ..

نظرت لمنظر والدتها المُعتاد .. زيٌ تقليديّ ومساحيق تجميل مُضاعفة !

فزعَت والدتها حينَ رأت شعر ابنتها المُختفي .. ولكن نسَت ذلك حينَ لاحظت تلكَ السكين في يد 

ابنتها !

" ماساكو-تشان! مالأمر ؟ " قالت ذلك وهيَ تبتسِم برُعب .. فمنظر ماساكو حينها لم يكُن مُزحَة .

" لقد وصلتي ! أنني أعدّ العشاء .. اذهبي لترتاحي " ردّت ماساكو دونَ تبتسم أو تتغيّر ملامِح 

وجهها


- في مقهى بالقربِ من الحيّ الذي تعيشُ بهِ هيرومي

" إذًا ؟ " قالتها هيرومي وهيَ ترفعُ حاجبيْها تنتظرهُ ليبدأ بالحديث ..

" أنا حقًا أعتذِر عمّا فعلتهُ المرة الماضية , رغم أنني لستُ متأكّدًا من الذنب الذي اقترفته "

قاطعتهُ هيرومي " ماذا ؟ "

أجابها بسرعة وبنفسٍ واحد " أرجوكِ دعيني أكمِل " وأُجبرَت هيرومي بالالتزام بالصمْت

" أنا حقًا أفكر كثيرًا في طريقةٍ لأجعلكِ تثقينَ بي ! فوالدكِ كان بمثابةِ الأب والأخ الأكبر بالنسبةِ لي

لذلكَ أنا أردتُ أن أتقربَ منكِ ؛ لكي أنفّذ وصيّته .. فقد وصّاني بأن أعتني بك !

أرجوكِ تفهّمي الأمر ! " أخبرَها بالحقيقة التي جاءَ من أجلها ومازالَ يُخفي شخصيّته ~

" أنا أتفهّمُ ذلك ! وصية أبي يُمكنكَ أن تنساها فأنا لديّ من يعتني بي بالفعل " قالت ذلكَ و وقفت 

لتُغادِر

وقفَ ساوكي سريعًا ونظرَ إليها " دعيني أوصلكِ للمنزل ! " .

لم تُجبهُ بنعم أو لا ؛ أما هوَ فواصل المشيَ خلفها ~


...

على مائِدة العشاء سألت الأمّ ابنتها " أينَ شعركِ ؟ "

أجابتها دونَ أي اهتمام " قصصْته " ثمّ تركت ذلك الأكل لوالدتها واتجهت لغرفتها

حالما وصلت أغلقت الباب وهمّت بالبكاء ..

هيَ حقًا لا تحبّ شعرها قصيرًا هكذا ولا تريدُ أن يكونَ طويلًا جدًا

أرادت شعرًا جميلًا , أرادت أن تكونَ كبقيّة الفتيات العاديّات ..

توقعآتكمواقترآحآتكم

فوت

كومنت

شير

أحبكم

AUGUST حيث تعيش القصص. اكتشف الآن