..[44]..

26.3K 2.6K 2.7K
                                    

{ يكفيكِ إلقاءُ الكلمات الجارحة فهو يؤلم قلبكِ أكثر ، و هذا هو ما يؤلمني فقط }
{ لمهما فعلنا و ادّعينا لا يستطيعُ قلبنا تجاهلَ ضرباتِه المستميتة }
{ الحياة قاسية لكنها لا تستحق أن نقتل أنفسنا بسببها }
{ عندما تأتي السعادة التي انتظرناها طويلاً نخافُ أن نختارها بعدما اعتدنا على حياتنا ثم نخسرُ الاثنتين  }
_____







الفصل الرابع و الأربعون بعنوان
[ بدايةُ عزف لحنٍ حزين ! ]



« من وجهة نظر الكاتبة »



دقَّة ، دقَّتين ، ثلاثة ... و من بعدها فقدتْ كيندال الرقم الذي وصلتْ إليه في سماعِ خفقان قلبها الذي ينظرُ إلى لمعان خضارِ عينيه في الأسفل ، و أبتْ أن تُبعِد عينيها شِمالاً أو يميناً فَحينها سيكشفُ إلياس ما بها ، فهو دوماً يفهمُها دون أن توضح أو تُلمح في ذلك و مع هذا بقاءُ عينيها مُركزةً في عينيه تَعني فُقدان قلبها لِعَقلِه كما حدث معها في المرات السابقة قبل خمس سنوات .

أمَّا إلياس بقيَ صامتاً ينتظرُ ردّة فعلٍ منها قبلَ أن يرتكبَ خطوة قد تُقصيه إلى ما وراء الصفر ، إلَّا أنَّهُ رغبَ بشدَّة الصعود و الوقوف أمامها كي يُحدِّقَ بتفاصيل وجهها التي نسيها ، بابتسامتها الصباحية التي كان ينتظرها كل يوم و محاولاتها بكل الطرق لِمساعدته و الخروج من المصحَّة ، و بجانب كل ما فعلتهُ له كان فقط يؤذيها ، فقد كان قلقاً إن علمت أنه استغفلها بالرغم أنه كان السبب - كما تظنُّ هي - أن يؤذيها أكثر ، خشي أن تتألم بسببه لذا اختار ابعادها لكنه في النهاية آذاها مرتين و لهذا السبب لا يجرؤ على الإقدام خطوة لناحيتها .

أصبحَ الوضع غير مريح بالنسبةِ لكيندال و قد تمنتْ بداخلها أن يأتي شخصٌ ما و يبعدها عن هذا الموقف فهي لا تستطيع تحديد مشاعرها بالضبط و ما تشعر بهِ حقاً و لأنها علمتْ أن بقاءها صامتة يعني أن الفترة ستطول أكثر ؛ أجبرتْ لسانها كي يتحدثَ بِنبرةٍ خالية من أي مشاعر فَقلبُها لا يعلم لأيِّ شعورٍ عليه أن يستجيب

" لا أرغبُ بالتحدث معكَ تحديداً في هذا الْيَوْم " .

همَّتْ كيندال على الاستدارة إلَّا أنها توقفتْ عندما سمعتْ صوته يقول " هل يعني أن بإمكاني التحدثْ معكِ بعد الساعة الثانية عشرة ؟ " فما فهمهُ إلياس أنها لا تُريد التحدث في يوم ميلادها و كيندال كرهتْ أنها أعطتهُ الجملة الخاطئة بسبب توترها التي كان عليها اخبارُه بدلاً من ذلك ' لا أرغبُ بالتحدث معك مُطلقاً ! ' .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن