870 م
هذا الحب الذي ولد غريبًا ومات غريبًا في أرض خلت من جميع عشاقها، هو الأوحد والأحق بالذكر، هو فقط من له أفضلية الترديد حتى يرسخ كمعتقد لكل من صادفه.
الارتباط غير المفهوم بين الحب والعذاب هو ما يعطي تلك اللذة.
فالحب، كحلاوة العسل، تنتهي دومًا بلذعة.
وذكرياته قوت من الألم يقتات هو على بقايانا عند الانتهاء. ذكرياته السعيدة تبقى كالألوان على لوحة جميلة أبهرت كل من نظر لها وتأملها حتى الثمالة، لكنها مع أول تساقط للمطر تتلف وتتلاشى على عكس تلك الحزينة منها، تبدو كنقش باقٍ لما بعد النهاية على جدارٍ فولاذي احتمال زوالها تحت الصفر.
علمت منذ رأته للوهلة الأولى أنهما سوية وقعا في الحب، كما علمت أيضًا أنه حب محرم وكلاهما سيدفع ثمن الخوض فيه غاليًا للغاية.
حبها كان كالسراب الجميل، ركضت خلفه حتى أُنهِكت وعندما ظنت أنها وصلت، سقطت من فوق الجرف الذي يختبأ وراءه.
لم تندم يومًا على تحديها كل قوانين الطبيعة والذهاب إليه؛ كان هو الهدف والوسيلة، وكان كل ما أرادته. في حياتها لم ترد شيئًا كما أرادت أن تشيخ بين ذراعيه.
كان حلمًا أبعد من السماء السابعة لكنه حملها وطار بها لما فوق السبع سماوات. خرجت من أقطار العالم ورقصت على ترانيم قلبه حتى غُمِرت في قعر الجحيم عقابًا لاختراقها الجنة مع شيطان.
لم يكن شيطانًا بنظرها ولم يرمز الأسود له يومًا، كان ملاكًا طاهرًا ، كان روحًا طفلة، كان سلامًا يمشي على الأرض، وحدها من رأت داخله، وحدها من احتضنت قلبه ووحدها من سكنت أعماقه الطاهرة الذي لم يصلها دنس الحياة التي لطالما اتهمته بالدنس.
ويوم ودعته بدموعها، ودعت معه كل مظهر للحياة. وإن كانت نهايته الجحيم كما قال الجميع فهي وحدها من شيعته على ثقة بالتقائهما في الجنة.
صورته لازالت تتراءى لها في كل الأشياء. كلما تلفتت تجده، بكل تفصيلة صغيرة عشقتها فيه.
تجمعت الدموع بزاوية عينيها لكنها رفعت أصابعها على الفور وأزالتهم، كان قد طلب منها ألا تبكي بعد الآن فذبول عينيها آلمهُ لكنها حنثت بوعدها مرارًا وتكرارًا فهو ليس بوعد قادرة على الوفاء به دومًا.
ازدردت لعابها وقبضت على مسند العرش بقوة حتى كادت أصابعها أن تنكسر. أسدلت جفنيها على الدموع التي تبدو كأشواك تدميها لتؤلمها أكثر. ألم رهيب يعتمل بصدرها منذ الصباح مهما حاولت لم تستطع تخطيه؛ في مثل هذا اليوم رأته لأول مرة وسقطت عليها اللعنة.. لعنة حبه.
أنت تقرأ
بِيكَاسّو || A war of blood
Fanfictionأخبرتني ذاتَ مساء: - كلماتُنا قضيّة تحتاجُ مرافعة ومحامٍ، الأشخاصُ لا يكفون عن تأويلها، وبطريقةٍ ما، نصبحُ مُدانين ما إن تُدان هي كذلك. احتجتُ يومها أن أسألكَ أكثر، لكنني أعلمُ أنكَ تمقُت كلّ ما ينتهي بألفٍ معكوفة تُدعى علامةَ استفهام. فصمتُ... وتأ...
