22- أتمنى لكما السعادة

Start from the beginning
                                    

"ماذا أحضر لك ؟" قالت مقاطعة الحديث و وقفت عن الطاولة، أعطاها إيماء بالرفض أنه لا يريد لذا لم تنتظر أكثر وذهبت نحو نايل قائلة:
"يبدو أني سأكون برفقتك طوال الليل، أريد جعة للآن"

نظر لها بتعجب قبل أن يُحضر الزجاجة وينظر نحو طاولتها قائلًا:
"مزاج سئ، هل بسببه ؟"

"لا إنه شئ أخر" قالت و أنتظرت أن يفتح الزجاجة فقال:
"هل له علاقة بما نُشر اليوم في الجريدة ؟"

نظرت له بتعجب واضح قائلة:
"ماذا نُشر في الجريدة ؟"

انحنى نايل وأحضر بعض الصُحف ليضعها أمامها، كانتا إثنتان، إحداهما منذ أسبوع حيث رأت صورتها لذا أخذتهما مع الزجاجة وجلست أمام هاري، كانت مُنشغلة بقراءة المقال الذي يحتوي على صورتها تُقبل زين، تفاصيل غير مهمة عن روعة الحفل، ومفاجئة مالك، والشجار الذي حدث أمام الجميع لبيتر ورفيقة زين، هي.

أما جريدة اليوم كانت تحتوي على صورة لها تُمسك يد زين حين كانا على درج المنزل يوم الحفلة، وبجانبها صورة للعجوز مالك حيث قام بمقابلة صحافية يُعلن فيها أن حفيده خارج المدينة لكن عند عودته سوف يقوم بترتيبات إقامة حفل خطِبة له ولايرا.

"هذا لا يحدُث" همست لنفسها وأخذت جرعة كبيرة من زجاجتها، رفعت نظرها نحو هاري الذي قال:
"ماذا هناك ؟"

أعطته الجريدة ليقرأها قبل أن تتذكر عن عدم معرفته بما يحدث بينها وبين زين، لكنها رأت إنزعاجه عندما قرأ المقالين ثم قال بهدوء:
"من المفترض أن يجعلك هذا الخبر سعيدة، أليس كذلك ؟"

"أجل، أنا فقط.." قالت سريعًا وأخذت جرعة من الزجاجة كي تنال وقت للتفكير وأكملت:
"لست سعيدة لأن الجد هو من يقرر كل شئ، زين لم يطلب الزواج مني بعد، والآن فقدت الفرصة التي تتمناها كل فتاة"

نظر لها بعينان ضيقة ولاحظت عدم تصديقه لكذبتها حتى قال:
"لم أعتقد أنكِ تفكرين بتلك الطريقة"

وضعت إصبعها فوق شفتاها وتصنعت الحدة قائلة:
"بالطبع أفعل، أنا فتاة في المقام الأول"

"حسنًا" همس ونظر مرة أخرى للصحف قائلًا:
"هذا سبب أخر يجعلك تذهبين إلى نيويورك قبل انشغالك أنتِ وهو في تحضيرات الزفاف، صدقيني أعلم كيف تنشغل الفتيات في تلك الأمور"

فكرت في أنه محق، محق بأنها الآن تحتاج الذهاب لكن لتضع حد إلى هذة الكذبة التي بدأت في التطور، بالتأكيد زين لم يضع في الحُسبان تسرُع الجد إلى ذلك الحد، وإلا لم يكن سيطلب منها ما فعلته، للحظة مر على ذهنها تخيُل لها بفستان زفاف وتقترب ببطئ من زين، كلاهما يملكان تعابير تعيسة قبل أن تتقئ في الحفل وتُفسده، كانت نهاية سعيدة لكنها قررت أن لا تصل لتلك اللحظة حتى.

"إذًا.." بدأ هاري الحديث كي يخرجها من شرودها، نظرت له حتى يكمل:
"كيف تقابلتما ؟"

حين استوعبت أن حديثه عليها هي وزين عادت بذاكرتها لمدة ليست قريبة، أبتسمت وقالت:
"تقابلنا هنا، كنت أجلس على هذة الطاولة وهو هناك التي في اليسار، كان ثمل عندما تحدثنا.."

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now