أنا ما حسيت انها تهتم للابراج جداً
لكن مجرد تفكيرها فيهم مُعدي لي .. أفكارها تنتقل لعقلي تلقائياً .. و أبداً ماخفت من اني أكون نسخه ثانيه منها.. أو إنعكاس لها ..

ما أخترت سطوتها على قلبي
كنت مثل مرايه مجبره على انها تسمح للواقف أمامها انه ينعكس عليها.. غير مخيره ، غير قويه كفاية انها تزيله ..
أو تخفي ضعفها عنه .. أو حتى تُقبله!

سألتها مره : ايش برجك؟
قالت بتعجب : كنت أحسبك تكرهين الأبراج!
: حتى أنا ما أصدق إني ما صرت أكرههم..
ضحكت وقالت : برجي الأسد..
ابتسمت : كيف عرفتي اني أسد؟
: لاني ما أكره الابراج مثلك..
أتذكر الدفى في يدينها لما مسكتهم وقلت
: علميني طيب ، ايش برجك؟
: أنا من مواليد أواخر سبتمبر .. أكتشفيه بنفسك

اكتشفت لاحقاً انها "ميزان" .. ما حاولت أقرأ عن هذا البرج.. لأنها -كأعجوبه على الأقل- ما أتجرأ أحطها تحت أي تصنيف!

..

سكرت جوالي بعد ما إنهلك اتصالات من دوامي..
ما أتذمر من هذا الشيء ، لأني أحب عملي.. لكن أنا بإجازة ثلاث أيام فقط.. أبي أتشبع مَلك !

ركبت السيارة و استقريت بجانب مَلك ، اللي تلقائياً حاوطت ذراعها بذراعي ..
قلت : مفروض أنا اللي أخذك لمكان ، مو أنتي.. لأنه يوم ميلادك..
قالت بسخريه متخبيه بسؤالها
: ايش الاماكن اللي تعرفينها بالخبر؟
ابتسمت : بيتك..
: وغيره؟
: بيتك الكذبي!
ضحكت : انسيها
قلت : يمكن لي الاولويه بإخلاف اول اتفاق .. لكن لك الاولويه بأول كذبه!
: أكثر من مية مره قلتلك كان فهد موجود.. ماكنت أقدر أخليك تنزليني عند بيتي .. وماكنت أبي أقول لك عنه..
: والحل كان انك توهميني لاكثر من شهر ان هذاك بيتك!
ميلت رأسها وسندته على كتفي ، و قالت
: ايوه ، مسموح لي أكذب عليك صح؟
: المصيبه انك ماتعرفين تكذبين
ضحكت : المصيبه الأكبر ان كذباتي تمشي عليك..
: أنتي ماتعرفين تكذبين ، وأنا ما أعرف أكذبك
: ما أعرف أكذب لأني أكتب الحقيقه دايم..
ابتسمت : قصدك لأني روائيه أعرف أكذب؟
هزت راسها : ايوه ، أنتي تكتبين الكذب ثم تبيعينه على الناس.. كيف تسمحين لهم يشترون خيالك؟
: بالضبط مثل ماتسمحين لهم يشترون واقعك..


مَلك مهتمه بالتاريخ ، كتبت ثلاثة كتب .. أكثر مني بكتاب واحد فقط..
كتابها الثاني كان سبب تعرفي عليها .. حبيت كتابها قبل أحبها هي.. كان أسمه "الزُهره" .. لما سألتها عن سبب هذا الأسم .. قالت أن برج الميزان كوكبه الزهره..

لاحقاً عرفت إن الزهره آلهة الجمال عند الأغريق.. و كانت ألذ خرافه سمعتها بحياتي!

.

وصلنا لمكان مُحبب لقلبي ، أول مكان التقينا فيه فعلياً..
مكتبه صغيره شوي ، مبالغتهم بالاضاءه أخفت وجود الظل بالمكان.. أرفف خشبيه متهالكه نوعاً ما..
لكن قويه كفايه عشان تتحمل الكتب المتراكمه فوقها

حسنة المكان الوحيده سَكينته ، أعرف ان ملك اختارت هذا المكان للقائنا الأول لهذا السبب تحديداً..

أتذكر كلامنا اللي دار قبل سنوات طويلة خلف الرف السابع و الأخير.. أكثر رف مليان كتب بالمكتبه ، كان موقع استراتيجي لقُبلتنا الأولى بعيد عن عيون الناس..
كنت قلت لها : أحب هذا المكان
: أحب هذا الرف..
: مو عيب الكتب تشوفنا؟
: عادي ، الكتب تكتم الأسرار
ضحكت : الكتب ثرثاره أكثر منك..
لفت يدها حول رقبتي وقالت
: وكلامها موزون أكثر منك..
: لأنها ما ذاقتك مثلي..
: يعني مذاقي حجة سخريتك؟
أبتسمت بتلذذ : لا ، حجة قلة إتزاني..
خيرتني : أنا أو هذا المكان؟
: أنتي بهذا المكان..
أبتسمت : جواب حلو.. اذا كبرت بشتريلك اياه..

.

سألتها : بتحتفلين بيوم ميلادك في مكتبه؟
ماردت علي ، مسكت يدي و أخذتني للرف السابع ..
أخذت منه كتاب ، أشوفه لأول مره..
أعطتني اياه و على وجهها إبتسامه ..
قريت أسم المؤلف قبل أقرأ إسم الكتاب ، والاسم لوحده تكفل بابتسامتي العريضه..
قلت : كتابك الجديد!
هزت راسها بالموافقه ، مازلت أحتضن كتابها بين يديني بدون ما أقرأ أسمه.. استغربت انها ما أرسلت لي نسخه منه قبل الكل! مثل ماكانت العاده بيننا..
قلت : وين نسختي؟
أشرت بيدها : تشوفين فيه نسخه غير هذي بالمكان؟
ناظرتها بأستغراب ، مافهمت ليه مافيه نسخه ثانيه من الكتاب..
قالت : هذي نسختك..
: ليه ما أرسلتيها لي؟
: لأني إشتريت هذي المكتبه!

بهذي اللحظة فقط تجرأت أقرأ إسم الكتاب.. الأسم اللي أدهش روحي..
كان اسمه "شمس" .. الكوكب الحاكم لبرج الأسد..


إنتهى

الميزانWhere stories live. Discover now