الْفَصْلُ الأوَل|محَادثة مسائيِة

25.3K 852 390
                                    

قيِل بأن هنَاك نَوع مِن الرجال أن كان سيَرغب بإمرأة ولو للحظة قصيرة فأنه سيذَهب إلى أقاصي الأرض مِن أَجلها،بأنه سيَخلق مِئة قِصة ومئة صَدفة للقاءها..

بأنه سيحيك الكلمات والمَواقِف وسيَخضع العالم أَسفل قَدميِها،بأنه سيتلوى ويتلون ليَتماشى مع مطَالبها..

ذلك النوع مِن الرجل،مَن كان يَبدو لها خيِاليًا آثيريًا فِي الكَتب التي تَكتبها النِساء وحدها،وجدته يَومها يَقف على بَعد خطوات مِنها..

بهَالته الفاتِنة الدَيجورية وعينيه الماكِرة كالثعالب،بصَوته الشثن الهادئ وسيِماءه المبهِرة كالتماثِيل الأغريِقية..

تلك اليَد القويِة وهي توضع بِرفق إلى كفها الضئيِلة آثارت فِي حواسَها مئة شَعور ورَغبة..

ترنو ببَصرها إليه ما أن علقت بين يديهما الملتحمة لمَدة،تتَأمله؛فتشَهد صِدق كَلماته وخَلوها مِن الأغراء أو الإغواء الفاضِح..

الاغواء تِلك القدرة التَي كانت شَيئًا يتأصل فِي حديثه دَومًا..

-مرحبًا بكِ في روكشاير أنسة روستشيلد،أنه لشَرف أن تصبحِ أحد شركاءنا ..

فاتِن هو،شَديد النبل و خاطِف للأنفَس كما تتداوله الصَحف والجرائِد وكما يقَال عنه خَلف هذه الحَفلة..

شَيء بِه آفيِوني يَدفعَها للرَغبة بالمَزيد،يحفِزها صَوتها لأن ترد بِذات نَبرته الهادِئة..

-الشَرف لي سيد فريتهايمر..

بقَى محيِها هادئًا رغم صوت فؤادها المتسارِع بجنون،تزفر آنذاك مستشعرةً بحواسَها دفئ كفه وهو يعبرها بشَعور بالغ بالإمتِلاء حتى تذَكرت ما هِي عليه الآن..

إيفلين روستشيلد المَهندسة المعمارية التي حصَلت على شَراكتِها الأهَم فِي مسيرتَها المهنيِة لدى شَركة روكشاير المعماريِة..

مضى عام واحِد منذ غادرَت مَوطِنها إسبانيا رغبةً في المَجد،وهربًا مِن ماضٍ كان يلتَهمها الا أنها واخيِرًا ترى اليَوم ثَمن قرارها وثَمرة مشَقتها..

ها هيِ تحصل على تَرحيبِها مِن رئيس شَركة روكشَاير والمعماري الأكثَر جلبة في البِلاد..

إيريك فيرتهايمر..

فَرد مِن عائِلة فيرتهايمر الأكَثر تَميزًا فِي المَملكة إلى جانِب عائِلة فولكوف وباستِيلي،رغم اختِلاف تِلك العائِلات وضَجتها إلا أن فرتَهايمر تعرف بكونها عائِلة بالغة الرقَي والجَلبة..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن