-10-

8.3K 409 17
                                    







"الفصل العاشر"
"سوف أهتم بِك"



خرجتُ مع جوان ثم اتجهنا لجناح جهاد حيث تقبع غرفته الهادئة في الطابق الثانيو بمجرد أن وصلت امام غرفته ازدادت ضربات قلبي توتراً,  لكن يجب ان أبقى قوية و ثابته لأجله هو قبل نفسيهو لن يكون سعيدً اذا ما شعر بأنني اشفق على حاله حتى لو قليلاً, هذا سيجرح ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


خرجتُ مع جوان ثم اتجهنا لجناح جهاد حيث تقبع غرفته الهادئة في الطابق الثاني
و بمجرد أن وصلت امام غرفته ازدادت ضربات قلبي توتراً, لكن يجب ان أبقى قوية و ثابته لأجله هو قبل نفسي
هو لن يكون سعيدً اذا ما شعر بأنني اشفق على حاله حتى لو قليلاً, هذا سيجرح كبريائه كـ رجل
اخذت نفساً عميقاً و طرقت الباب بهدوء, لم اسمع اي رد منه و هذا جعلني انظر لجوان بتلبك فتك بي
لكن عندها سمعت صوته الذي أسرني طول هذه المدة, إلا أنه كان صوتاً متعباً و خافت لدرجة الوهن
استأذنت جوان مني و ذهبت بينما انا فتحت الباب و دخلت للغرفه بإضطراب, كان الجو بالغرفه تفوح برائحة المعقمات و الادوية و الإنارة بها خافتة و شبه معتمة كي تريح عيناه
نظرت اليه حيث كان ممد على سريره و بمجرد أن وقع بصري على جسده شهقت بصدمة حين رأيت صدره المضمد من اعلى كتفه حتى اسفل صدره و فيها بقع دماء غائرة
و على المنضدة بجانبه كومة من الاقمشه المصبوغه بالاحمر من دمه الذي نزف بكثرة
لم اتمالك نفسي و بدأت دموعي بالنزول و انا اشهق بصوت خفيف لكنه كان كفيل ليصل لمسامع جهاد
ابتسم لي رغم التعب الذي كان واضح في ملامحه و العرق الذي غطئ جسده
قال لي بتعب وهو يشير للكرسي بجانبه
"تعالي هيلاري, اجلسي بقربي"
و بدون اي مقاومه اتجهت اليه ثم جلست على الكرسي المقابل له
نظرت نحوه بشحوب و قلت بصوت باكي
" جهاد كيف تشعر الان؟, اخبرني بما يؤلمك ؟"
نظر الي بتعب ثم بعدها قال و بالكاد يخرج صوته
" انا بخير, لا تخافي "
ظللت أرمقه بآسى و لم استطع قول شي لان صوته المتعب هذا يجعل عيناي تدمعان
قهقه على شكلي و لكن هذه الضحكه سببت له آلم فضيع جعلته يتأوه
قلت من فوري و قد تملكني الخوف عليه
" لا داعي لتبذل اي جهد, يجب ان تنام الان هيا عليك ان ترتاح"
اخذ نفساً متعباً ليهمس
" هل كنتِ خائفة علي هيلاري؟ "
اجبته بصدق بين دموعي الرقراقة
" بالطبع كنت خائفة لحد الذعر, كنت خائفه لحد الجنون , اذا لم اخف عليك اخاف على من؟ "
اكملت بنفسي بآلم طغى على صدري
"لانك حبيبي و زوجي الذي أعشق كل تفصيلة فيه"
ابتسم بهدوء و هو ينظر لعيناي الدامعه ليردف بوهن
" انا ايضاً كنت قلقاً عليكِ, كدت اجن من فكرة ان يلمسك جلال, لا اريد من احد ان يلمسك فأنتِ ملكي أنا"
لم استطع سماع ما نطق به فلقد كان صوته ضعيفاً جداً, بعدها اغمض جفنيه الثقيلين بإرهاق و نام دون مقاومة
جلست بقربه على السرير حيث قمت بمسح العرق عن وجهه بالمنديل بهدوء
قلت وانا اتأمل وجهه النائم
"ليتك تعلم كم كنت خائفه عليك و شعرت بالموت يعتليني وانا اراك تقع امامي غارقاً في تلك الدماء الداكنة, جهاد!"
وضعت يدي على يده لآكمل بحزن طغى على تعابيري
" اعذرني لآنني سوف استغل مرضك لإرضاء أنانيتي, نعم اريد ان اشبع أعيني من رؤيتك قبل ان اتركك و اختفي من حياتك, لن اسمح بأن تصاب او تتأذي مجدداً بسببي, لعل كلانا محرم عليه البقاء بقرب الأخر, فكلانا من عالمين مختلفين"
اقتربت منه ببطئ ثم طبعت قبلة رقيقة على جبينه و بعدها غطيته جيداً
قمت بتنظيف المنضده من الاقمشه الملوثة بالدم حيث بعدها اتجهت للاريكه القابعه قرب النافذة
تمددت عليها كي أنام فأنا و أنال قسطاً من الراحة و لم ارد ان اترك جهاد وحيداً, فهو مؤكد سوف يستيقظ فيما بعد و سيحتاج شيء ما وانا يجب ان اكون موجوده عندما يحتاجني
و بالفعل نمت بضع ساعات دون أن أشعر بنفسي, لكنني استيقظت فزعه في منتصف الليل على وقوع شيء ما على الأرض و تكسره
رأيت جهاد يحاول بصعوبه الوصول لكأس الماء و قام بالخطأ بإسقاط الاناء حيث تحطم لآشلاء على الارض
اتجهت له سريعاً و اعطيته الكاس و ساعدته على الشرب, كان يشرب بعطش شديد و متشبثاً بيدي التي أمسكت بها الكأس
بعد أن شرب تمدد مجدداً وهو يقول كشخص لا يدرك ما يقوله و يشير لمكان الاصابة
" هيلاري!, هنا نيران تحرقني, اعطيني اي شيء كفيل بتخفيف هذا الآلم الرهيب"
استغربت طريقه حديثه الغير واعية, كان يتحدث وهو يتنفس لاهثاُ و دون أن أدرك وضعت يدي على جبينه و شهقت بخوف لآنه كان محموم بشدة
كان جسده يشتعل بحرارة مخيفه فلم اعرف ماذا افعل فأنا كنت متوترة كثيراً
خرجت راكضه للمطبخ حيث قمت بملئ اناء بالماء و الثلج و احضرت قطعه قماش من بعض قطع الثياب بخزانتي
عدت للغرفة حيث وجدته يضم جسده بإرتعاش و علمت انه يحاول اخفاء آلمه
اقتربت من السرير ثم وضعت الاناء على المنضده بقربة
لكن قبل أن اقوم بوضع الكمادات البارده له يجب ان يتحمم حتى يبرد جسد, و لا يمكنني طلب هذا من كريم لابد انه متعب و نائم خاصه انه كان طوال اليوم واقفاً مع جهاد و الطبيب
جهاد مسؤوليتي انا و انا من يجب ان تهتم به دون سواي
ذهبت بسرعه لدولاب الثياب الخاص به و اخرجت له ثياب دافئة, بعدها اتجهت للحمام و ملأت المغطس بالماء البارد و ذهبت لجهاد الممد على سريره و الذي يغمض عيناه بتآلم
امسكت بيده بهدوء عندها فتح جفنيه بوهن متطلعاً إلي
قلت بهمس طفيف
"جهاد, هيا انهض معي "
لم يقل أي شيء و لم يعترض بل نهض معي و لكنه كان يترنح و جسده كالنار المسعورة, هذا من تأثير الرصاصة التي اخترقت جسده و مزقت كتفه
سندته بيدي بصعوبه لان جسده كان كبير علي, ادخلته للحمام و نزعت عنه ثيابه حيث تركت عليه البنطال
قمت بجعله يتمدد في الماء و بمجرد أن لامس الماء البارد جسده الساخن حتى شهق بطريقه اخافتني كمن لفضته برودة الموت و لكنه بعدها هدأ و تمدد بكامل جسده
اخذت ابلل جسده و شعره الكثيف حيث كانت اصابعي تتخلل خصلات شعره الفاحمه و لأول مره ألمس شعره
كان كثيف و ناعم و جسده الاسمر القوي كانت عضلات صدره بارزه بطريقة شديدة رغم شكله المتعب
كان جهاد خائر القوى و لم يكن بوعيه و يبدو كالطفل المريض الذي تحركه والدته وهو لا يقاوم مطلقاً, هكذا كان جهاد بين يدي
و بعد فترة جعلته يخرج من الماء و لففته بالمنشفة و قمت بتجفيف جسده و شعره حيث بعدها اعدته للغرفه و لكن قبلها اقفلت كل مصدر للهواء و جعلت الغرفه دافئة
ساعدته على ارتداء ثيابه و بعدها مددته على السرير و غطيته بالغطاء
قربت اناء الماء و الثلج و طويت قطعه القماش و بللتها بالماء و وضعتها على جبينه
كان تنفسه الهادئ و المرتاح وهو نائم بعمق شيء اثار الفرح داخلي, فعلاً الرجال وقت المرض كالأطفال و تذهب كل تلك القوة و المهابة ادراج الرياح
لهذا لا يظهرون هذا الضعف لآي شخص كان, فقط افراد الاسرة و المقربين
اخذت اكمد له رأسه حتى شعرت ان الحمى خفت و صارت حرارته معتدلة, شربته الدواء و عاد للنوم و أنا ظللت اراقبه طوال الوقت و لم اشعر بنفسي و انا اغط بالنوم بجانبه على السرير من قوة الإرهاق

<آهواكْ يا رجُلي..🖤>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن