*بعد سنة.*
"ڤي! ڤي! ڤي!" بدأ الناس يهتفون بإسمي لتشجيعي.
رفعتُ زجاجة النبيذ الممتلئة وبدأتُ بإرتشافها سريعاً دفعة واحدة حتى أنهيتها."ڤي الفائزة!" قال أحد الفتيان.
التفتُ للفتاة التي بجانبي وهي تضحك بشكلٍ هيستيري لشدة ثمالتها.
"هل نلعب مجدداً؟" سألني.
"كلا سأتقيأ." قلتُ له.
"حسناً، ولكن هذه أفضل حفلة على الإطلاق." قال مبتسماً وهو يفتح لنفسه زجاجة جديدة.حاولتُ المشي وسط حشد الناس في المنزل حتى وصلت لدورة المياه وقمتُ بإبتلاع قُرص 'اسبرين' لتخفيف الصداع الذي سيصيبني غداً.
ثم استلقيتُ فوق السرير بعدما قمتُ بطرد الذين كانوا سيُقيمون علاقة حميمة فوقه.فتحتُ عينيّ على هدوء غير متوقع..
كم الساعة الآن؟
استطيع أن أرى بأنها الظهيرة في الخارج."سمارا.. " ناديت ولكنها لا تجيب.
فنهضتُ من فوق السرير، وتوجهت نحو غرفة المعيشة لأجد المنزل نظيفاً..
من المستحيل أن تكون سمارا قد نظفته.."صباح الخير، كيف الصداع؟" سألتني سمارا وهي تخرج من دورة المياه.
"صباح الخير لكِ أيضاً، لقد اخذتُ قرص اسبرين بالأمس." قلتُ لها.
"أجل، هذا جيد." تمتمت بهدوء وهي تدخل للمطبخ وأنا اتبعها.
"من نظف المنزل؟" سألتها.
"خادمات منزل والدي." قالت بلامبالاة.
"أجل صحيح، أكادُ أنسى بأنكِ إبنة أحد أشهر الرجال." قلتُ ضاحكة.
"المهم، ماهي خططك لليوم؟" سألتني مبتسمة.
"لمَ تسألين؟ هل تخططين على شيء؟" سألتها في المقابل.
"كلا، أردتُ أن نُشاهد فيلماً." قالت لي كالطفلة.
"حسناً، سأستحم ثم نشاهده." قلتُ لها ثم توجهت نحو دورة المياه.أنا محظوظة جداً لوجود سمارا في حياتي، فلولاها لكنتُ الآن ميتة.
منذُ هروبي ذلك اليوم قبل سنة وأنا لم أعرف أين أذهب استمريتُ بالركض حتى خيم الليل، لازلتُ أذكر ماحدث كما لو كان بالأمس.
تعرّض لي مجموعة من الفتيان وكنتُ سأموت لو لم تنقذني هيَ في ذلك الوقت مع مجموعة أصدقاء كانت تخرج معهم.
ثم بقيتُ في منزلها لفترة وأخبرتها بقصتي، وخلعتُ ثوب زفافي وقمتُ بإرتداء بعضاً من ملابسها حتى أصبحنا صديقتين مقربتين جداً وعندما سافرت هي للندن للدراسة أخذتني معها، لنسكن في هذا البيت المتواضع.
عائلتها تُحبني كثيراً، وقد شعرتُ وكأن عائلتها قد قامت بتعويضي عن عائلتي السابقة.
أشعر في هذه الفترة البسيطة كما لو كانت سمارا أقربُ صديقة لي منذُ الأزل.خرجتُ من دورة المياه لأجد سمارا تقوم بالبحث عن الفيلم.
"هل حادثكِ ريك اليوم؟" سألتها.
"كلا، لماذا؟" سألت في المقابل.
"لقد كان يراقبكِ طوال الحفل بالأمس، ظننتُ أنه سيسألك الخروج." قلتُ لها.
"حقاً؟ هل كان مهتماً؟" سألتني مبتهجة.
"لا أعلم كنتُ ثملة." قلتُ ضاحكة.
"فلنأمل أنه مهتم." قالت وهي تشاركني الضحك."ومتى ستبدأين أنتِ بالمواعدة؟" سألتني رافعة حاجبها.
"ليس قريباً." قلتُ لها وأنا أجلسُ فوق الأريكة.
"ماذا عن ذلك الرجل من الراديو الذي اخبرتيني عنه؟" سألتني وهي تضع شريط الفيلم.
"أنا لا أعرف اسمهُ حتى." قلتُ ضاحكة بشدة.
"ولكنك تتصلين ببرنامجه كل يوم." قالت سمارا مستغربة.
"صحيح ولكني فقط أعبثُ معه." قلتُ بصراحة.منذُ هروبي وحياتي الجديدة هذه مع سمارا وقد غيرتُ رقمي وشريحة اتصالاتي ومنذ ذلك الوقت وأنا أتصل ببرنامجه كلّ يوم بإسمي الحقيقي وليس بإسم "ڤي" كالمرة السابقة، لذا فهو لا يعرف بأني أنا تلك التي هربت من زفافها.
اتصل به كل يوم تقريباً واسأله عن أتفه الأشياء:
'ماذا علي أن ارتدي اليوم؟'
'هل أخرج بالكعب العالي أم دون كعب؟'
'هل أُقيم حفلة أم لا؟'وهكذا حتى هو بدأ يعبث معي ويمازحني كما اعبث معهُ أنا على خط الهاتف.
"اتصلي به." قالت سمارا.
"إنه ليس وقت البرنامج حتى، سأتصل وأمازحهُ لاحقاً." قلتُ لها.
بدأنا في مشاهدة الفيلم حتى إنتهى.
لا أحب ان تختار سمارا الأفلام فهي دائماً تختار النوع المرعب."اتصلي به الآن." قالت لي مبتهجة.
"ناوليني هاتفي." قلتُ لها، وقفرت سمارا سريعاً لتجلبهُ لي.
قمتُ بالإتصال وانتظرت.
لم تعد إدارة البرنامج تسأل عن إسمي كما في السابق، أظنهم قاموا بحفظ رقمي لكثرة اتصالاتي."مستمعينا كما تعودنا كلّ يوم على مزاح أحد المتصلين، أهلاً بكِ ڤالنتاين." قال إتش بمزاجه المبتهج كالعادة.
"إنهُ ڤالنتين." قلتُ ضاحكة.
"من يُسمي ڤالنتين؟" سأل إتش.
"على الأقل أنا أقول اسمي الحقيقي وليس كأحدهم." قلتُ ساخرة.
قهقه إتش ضاحكاً.
"أنتِ مُسلية." قال لي.
"حسناً، سؤال اليوم هوَ.. ماهو الفيلم الذي تقترح علي مشاهدته؟" سألته.
"همم، ماذا عن قرايڤ إنكاونترز؟" سألني.
"إنهُ مرعب، انسى هذه الفئة." قلتُ له.كانت سمارا تستمع لمحادثتنا مبتسمة.
"المرعب هو أجمل فئة، خصوصاً في الموعد الأول، تخاف الفتاة فتلتصق بحبيبها." قال ضاحكاً.
"شكراً أيها الرومانسي ولكني سأشاهده مع صديقتي." قلتُ له ساخرة.
"حسناً إذاً أنا لستُ Google اتعلمين." قال بسخرية مماثلة.
"أنت تتصرف مثله." أجبته.
"ڤالنتين حُباً بالإله اصمتي." قال ضاحكاً.
"حسناً حسناً، سأستهزء بكَ غداً حسناً؟ سأقفل الآن ، لا تفتقدني." قلتُ له.
"لن أفعل." قال ضاحكاً.
ثم أقفلتُ الخط.فتحتُ تطبيق الراديو على هاتفي واستمعتُ لبقية البرنامج.
اتصلت بهِ فتاة وأخبرته أنها تُحب اتصالات ڤالنتين كل يوم لأنها مسلية مما جعلني ابتسم كالبلهاء.صعدتُ لأُبدّل ثيابي.
"إلى أين؟ إنها عطلة الاسبوع؟" سألتني سمارا.
"سأبحث عن عمل كالعادة." قلتُ لها.
"بربّك يا ڤي! أنا لا أتذمر منكِ." قالت لي بجدية.
"اعلم هذا وأنا شاكرة جداً لكِ ولكن لا استطيع البقاء تحت رعايتك للأبد." قلتُ له منحرجة ثم خرجت من المنزل.
فلنأمل أن أجد عملاً جيداً ..
أنت تقرأ
الأُذن تعشق قبل العين أحياناً | h.s
Fanfictionأجراس الكنيسة العتيقة دقّت.. وخفقَ قلبي مع كُل دقّة.. ثوب زفافي الطويل يحملُ في ذيله أحزاني.. وصوتُ ذلك الرّجل في أُذني يحثني على الهرب.