✨همساتٍ قبلَ السقوطِ✨
^روما وقت الغروب.
كانت إيلارا تقف على شرفة غرفتها ، تحدّق في السماء الرمادية التي بدأت تبتلع ألوان الغروب. النسيم البارد كان يعبث بخصلات شعرها السوداء الطويلة، بينما عقلها يسبح في ضباب الذكريات التي لا تتركها تهدأ ولو لليلة واحدة.
منذ ثلاث سنوات، عندما كانت خمسة عشر عاماً فقط، كان البيت يعجّ بالضحكات، بصوت والدتها وهي تناديها لتناول العشاء، وبعطر الياسمين الذي كانت تحبه. والآن....الآن لم يبقَ سوى الصمت، وصوت قلبٍ أنهكه الحنين.
أغمضت عينيها للحظة، لكنها ما لبثت أن فتحتها على مشهدٍ قديمٍ عاد من أعماق ذاكرتها -
*Flashback*
كانت السماء تمطر تلك الليلة، والرعد يتسلل إلى المنزل رغم النوافذ المغلقة. جلس والدها رجل المافيا السيد ماركو، في غرفة المكتب يتحدث مع رجال غريبي الوجوه، لكنهم لم يكونوا يتحدثوا بل كانوا يتشاجرون، بينما كانت والدتها تحاول تهدئة الجو بصوتها الناعم:
> "أرجوك يا ماركو، لا تجعل الأمور تزداد سوءًا، لا يجب علي طفلتنا أن تسمع ذلك....لقد قلت أنك انتهيت من هذا العالم!"
لكن صوته ارتفع بغضبٍ لم تعهده من قبل:
> "ان حاولت تركهم لن يفعلوا هم، هذا العالم لا يترك أحدًا، أنتِ لا تفهمين ذلك يا عزيزتي!"
صمت قاتل و لكنه لم يلبث إلا ثواني حتي دوي صوت طلقة...
لحظة واحدة، لكنها كانت كافية لتمزّق عمرًا بأكمله.
تجمّدت إيلارا في مكانها أمام الغرفة المليئة بالرجال و اهلها، لم تفهم ما حدث، سوى أن الأرض اهتزت تحت قدميها، وأن والدتها سقطت وهي تنادي عليها قبل أن تقع و تمتلأ الأرض بدمائها.
تلك الصورة لم تغادرها يومًا - الدم على الأرض، صوت المطر، صراخ أبيها وهو يحمل الجسد البارد بين ذراعيه...الرجال لقد...لقد هربوا!
*End Of Flashback*
وعادت إلى الحاضر، أنفاسها متقطعة ودموعها تحرق خديها.
همست بصوتٍ خافت:
> "كل شيء انتهى منذ تلك الليلة....حتى أنا انتهيت معكِ يا امي"
بعد دقائق، فُتح الباب خلفها ببطء، ودخل والدها - ملامحه مرهقة، شعره المائل إلى الرمادي يوحي بثقلٍ داخلي لا يوصف.
قال بهدوءٍ يشوبه خوف:
> "إيلارا....عزيزتي لقد حان الوقت لنترك روما. المكان هنا ليس آمن بعد كل ما حدث..."
نظرت إليه في صمت، ثم قالت:
> "وهل هنالك مكان بالفعل آمن من ماضيك يا أبي؟"
YOU ARE READING
•^VELVET CHAINS^•
Romanceلم تكن تعلم أن الهروب إلى الهدوء سيقودها إلى قلب العاصفة. عند بحيرةٍ يغيب عنها الصخب، وجدت كوخًا تحرسه ظلال رجالٍ، وإلى جانبه سيارة سوداء كسواد الليل... ورجلًا لا يجب أن يكون هناك. وشومه تحكي قصصًا لم تجرؤ على سؤالها، ونظراته تربطها بسلاسل قرمزية من...
