Untitled Part 1

35 12 7
                                        

في أواخر الشتاء، بدأت حالات اختفاء عديدة تُلقي بظلالها على المدينة. ارتبطت حالات الاختفاء هذه بقصة قديمة تُعرف بـ"رأس الصفارة"، لأن معظم الأشخاص قالوا إنهم سمعوا صوت صفير غريب يأتي من أعماق الغابة.

"لا أصدق! من يجرؤ على تحدي رأس الصفارة؟"

تنهدتُ من مقعدي في الفصل. لا أصدق أنهم يصدقون هذه الخرافات. أعني، من قد يؤمن بظاهرة خارقة في هذا العصر؟

"يا رفاق، قد يكون قاتلاً متسلسلاً! لماذا تربطون كل شيء بأسطورة لعينة كنا نسمعها ونحن أطفال؟"

"أوه، نواه، هل أنتِ خائفة؟" قال زميل لي بابتسامة ماكرة، ثم التفت إلى الفصل وهو يرفع صوته:  

"يا رفاق، لقد تطوعت نواه للتأكد من الشائعات!"

اتسعت عيناي، وشعرت بقلبي يهوي في معدتي.  

"انتظر، ماذا؟ أنا لم أقل ذلك! قلت فقط إن الأمر خطير!"

ولكن الأوان كان قد فات. وهكذا، تم دفعي إلى الغابة. تنهدتُ، ولا أصدق أنني كذبتُ على والديّ وقلت لهما إنني سأذهب لأدرس مع صديقتي. كانت الأجواء كئيبة وتُسبب قشعريرة في باطني.

بدأت أتمشى في الغابة لحوالي نصف ساعة، وشعرت ببعض الراحة. "أخبرتهم أنها مجرد شائعات..." همستُ لنفسي.

وفجأة، سمعت صوت صفير. تجمدتُ في مكاني، لكن الصوت قد اختفى. "ربما أتوهم..." قلتُ. لكن الصوت ازداد وضوحًا، وأصبح أقرب.

اتسعت حدقتا عيناي عندما رأيته. كان طويل القامة، أطول من الأشجار بحوالي خمسة أمتار، وابتسم لي ببرود. لم يكشف عن أنيابه، بل بدا أشبه بظل انفصل عن شخص ما. كانت عيناه كعيون البشر، لكن بياضها كان رماديًا. ابتسم لي، وكشف عن أسنانه المغطاة بالدم.

ارتعشتُ، وسيطر الرعب والخوف علي. بدأتُ أركض. لا يهم أين أنا ذاهبة، فقط أركض. بدأت ألهث، ودقات قلبي تزداد. شعرت بسكين يضرب قلبي مع كل نبضة.

كنتُ أستطيع الشعور بعينيه تحدقان بي وهو يطاردني. مد يده العملاقة وأمسك بالشجرة التي كانت بجانبي، فكسرها كما لو كانت غصناً. ثم خدشني، فجُرحت قدماي، وتعثرتُ بصخرة. لم أعد قادرة على النهوض.

كان يضحك بهستيرية، وضحكتهُ تُشبه صوت انفجار. عيناه تحولتا إلى عيون مفترس، وأصبح بؤبؤ العين خطًا شاقوليًا رفيعًا.

هل هذه نهايتي؟ ...

𝕿𝖍𝖊 𝖐𝖓𝖔𝖈𝖐𝖊𝖗Where stories live. Discover now