ندوب صامتة - الجزء التاسع
أخيراً، حلّ يوم افتتاح معرض ليلى الفني في بغداد. كانت الأجواء مفعمة بالحياة والألوان، وتوافد الزوار من كل حدب وصوب لمشاهدة أعمالها الجديدة. ارتدت ليلى فستاناً أنيقاً، وزينت وجهها بابتسامة مشرقة تخفي وراءها توتراً خفيفاً. كان عامر بجانبها، يمسك بيدها ويهمس لها كلمات التشجيع والاطمئنان.
ما إن بدأ الزوار بالتجول بين اللوحات، حتى علت أصوات الإعجاب والثناء. كانت أعمال ليلى تعكس تطوراً ملحوظاً في أسلوبها، واستخدامها للألوان، وقدرتها على التعبير عن المشاعر الإنسانية. كانت لوحاتها تحكي قصصاً من الواقع العراقي، قصصاً عن الحب والأمل والألم والصمود.
أقبل النقاد الفنيون على ليلى، وأشادوا بموهبتها الاستثنائية، وأكدوا أنها أصبحت رقماً صعباً في عالم الفن العراقي. تلقت ليلى العديد من العروض للمشاركة في معارض فنية دولية، وشراء لوحاتها من قبل متاحف عالمية.
شعرت ليلى بفرحة غامرة، وبأنها قد حققت حلمها الذي طالما سعت إليه. نظرت إلى عامر، فرأت في عينيه نظرة فخر وحب لا يضاهيها شيء. أدركت أن نجاحها لم يكن ليتحقق لولا دعمه وتشجيعه وإيمانه بها.
لكن وسط هذه الفرحة العارمة، تذكرت ليلى والدها، الذي كان يحلم بأن يراها فنانة مشهورة. تمنت لو كان حاضراً ليشهد نجاحها، وليفرح معها بهذا الإنجاز الكبير. انهمرت دموعها بصمت، لكنها ابتسمت في الوقت نفسه، لأنها كانت تعرف أن روح والدها تراقبها من السماء، وتفخر بها.
بعد انتهاء حفل الافتتاح، عاد عامر وليلى إلى منزلهما، وهما يشعران بسعادة لا توصف. جلسا في شرفة المنزل، يتناولان الشاي ويتحدثان عن أحلامهما وطموحاتهما المستقبلية.
قال عامر لليلى: "أنا فخور بكِ جداً يا حبيبتي. لقد أثبتِ للجميع أنكِ قادرة على تحقيق أي شيء تريدينه، وأن الندوب الصامتة لا يمكن أن تمنعكِ من النجاح".
ابتسمت ليلى، وأجابت: "كل الفضل يعود إليك يا حبيبي. لولا حبك ودعمك، لما تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم".
في تلك اللحظة، أدركت ليلى أنها قد تغلبت على ندوبها الصامتة، وأنها قد وجدت السعادة الحقيقية في الحب والأسرة والفن. كانت قد أصبحت امرأة قوية ومستقلة، قادرة على مواجهة تحديات الحياة بكل ثقة وإيمان.
لكن هل ستستمر حياة ليلى وعامر في هذا السلام والهدوء؟ وهل ستواجههما تحديات جديدة في المستقبل؟ تابعوا القصة في الأجزاء القادمة...
YOU ARE READING
ندوب صامتة
Romanceاصبحت لوحاتها اكثر دفئاً وأكثر اشراقاً من ذي قبل تعبر عن السلام الداخلي الذي وجدته اخيراً
