تفاجأ، لكنه لم يبتعد، بل سألها بهدوء:
**"لماذا؟"
أجابت:**
"لأنك حين تنظر إليّ هكذا… أشعر أنني قد أقع."
اقترب أكثر، حتى أصبحت المسافة بينهما لا تُذكر، ووضع يده بلطف على خدها.
"فلتقعي، ماري… وإن وقعتِ، فسأكون هناك لأحتضلك، لا لأؤذيك."
شعرت "ماري" بحرارة يده، بحرارة اعترافٍ غير منطوق، فارتعشت عيناها، وارتجفت أنفاسها.
تمتمت:
"هل تحبني، ريان؟"
سكت لحظة، وعيناه تغوصان في عينيها كأنهما مرآة روحه، ثم أجاب ببساطة:
"لم أعد أعرف كيف أعيش دونك."
ولأول مرة، اقتربت هي، وأسندت رأسها إلى صدره…
ذلك الصدر الذي كان يومًا جدارًا… صار اليوم ملاذًا.في عصر اليوم ذاته، وبينما النسيم يداعب أوراق الأشجار، كانت "ماري" تجلس على المقعد الخشبي في حديقة القصر، ترتدي فستانًا بسيطًا بلون السماء، وتضع بين يديها كوبًا من الشاي الدافئ.
اقترب "ريان" بهدوء، يضع بين يديها باقة صغيرة من الزهور البيضاء.
ماري (بدهشة وابتسامة خفيفة):
"هل أصبحت تُحسن اختيار الزهور الآن؟"
جلس بجانبها، وغمز لها:
"تعلمين... من لا يعرف الزهور، لا يعرف كيف يعتذر."
ضحكت بصوتٍ خافت، ثم نظرت إلى السماء:
**"إنه أول يوم لا أسمع فيه صراخًا، أو أرى سلاحًا. يبدو... غريبًا."
"ريان (بهدوء):
"الغريب أننا نحاول أن نجد السلام بين كل هذه الحروب. لكن… أنا أقاتل لأجلكِ، كي لا يكون هذا الهدوء مجرد استثناء."
نظرت إليه، ثم همست:
"وأنا… أبدأ أفهمك أكثر مما توقعت."
"وهل هذا جيد؟"
"مرعب… لكنه جميل."
مدّ يده بهدوء ووضعها فوق يدها، ثم قال:
"إذا كانت الحرب قدرنا… فأنتِ الجزء الوحيد الذي سأقاتل لأجله حتى النهاية."
---
لكن...
في مكان بعيد، وفي غرفة مظلمة لا ترى الشمس، كان "لؤي" يُقلب الصور التي التُقطت سرًّا لـ"ماري" و"ريان" في الحديقة.
وقف خلفه رجل مقنّع، قال له:
"كل شيء جاهز. المرحلة الثانية… تبدأ الليلة."
ابتسم "لؤي" ابتسامة باهتة، ثم همس:
"سأدمره من الداخل… وسأبدأ من حيث يشعر بالأمان."كانت "ماري" تمر في ممرات القصر بهدوء، تبحث عن "ريان" لتحدثه بشيءٍ رأته في الحديقة صباحًا.
لكن ما إن وصلت قرب مكتب الحراسة الجانبي، حتى سمعت صوتًا خافتًا يأتي من الداخل.
توقفت.
الصوت كان لرجل يتحدث عبر الهاتف، والنبرة غريبة، مشوبة بالتوتر والخوف.
الصوت:
"نعم… لا، لم يشك بي حتى الآن… لكن الحراسة زادت حولها، الأمر أصبح صعبًا."
تسمرت "ماري" في مكانها، واتسعت عيناها… كان الصوت مألوفًا.
اقتربت أكثر… ونظرت من فتحة الباب الصغيرة.
كان "كريم"… أحد الحراس الذين ساعدوها أكثر من مرة، والذي وثقت به كثيرًا.
"كريم؟!"
قالتها دون تفكير، ويدها تدفع الباب بقوة.
تفاجأ، وقفز فورًا وأغلق الهاتف بعصبية، ثم نظر إليها بعينين مذعورتين.
ماري (بصوت متقطع):
"كنتَ… تتواصل مع من؟!"
حاول التظاهر بالهدوء:
"كنتُ… فقط أتحدث مع عائلتي، ليس هناك ما يدعو للقلق."
لكنها لم تكن غبية، لقد سمعت كل شيء.
"ريان سيعرف."
أمسك بذراعها فجأة بقوة، صوته تغيّر:
"لن تعرفي شيئًا لو بقيتِ صامتة، فهمتِ؟ أنتِ لا تعلمين إلى من تنتمين، ولا من يسيطر على من."
قبل أن يُكمل كلماته، فُتح الباب بقوة، ودخل "ريان" مثل عاصفة.
في لحظة واحدة، كان "كريم" على الأرض، سلاح "ريان" مصوّب إلى رأسه، و"ماري" خلفه ترتجف.
"ريان (بصوت بارد):
"منذ متى وأنت تبيع ظهري؟"
صمت "كريم"، والجو اختنق.
ثم تكلم "ريان"، موجّهًا كلامه لـ"ماري" دون أن ينظر إليها:
"قلت لكِ سابقًا… الخطر لا يأتي دائمًا من الأبواب، أحيانًا يسكن الجدران."قبو القصر، غرفة مظلمة ذات جدران حجرية، لا يسمع فيها إلا صوت أنفاس متقطعة… كانت "ماري" تقف خلف الزجاج العازل، ترتجف قليلًا، بينما تراقب ما يجري بالداخل.
في وسط الغرفة، جلس "كريم" مكبلًا إلى كرسي معدني، ووجهه عليه كدمات خفيفة من الاشتباك.
دخل "ريان"، خطواته ثابتة، ونظرته كالسيف.
وضع ملفًا ثقيلًا على الطاولة أمام "كريم"، ثم قال ببرود:
"قلتَ إنك كنت تحميني… لكنك كنت ترسل تقارير للؤي. بصوتك، ومن هاتفك، وباسمك."
كريم (بصوت ضعيف):
"لم يكن أمامي خيار، ريان. عائلتي… كانوا مهددين."
اقترب منه "ريان"، وعيناه تتقلّبان بين الغضب والسيطرة:
"كان يمكنك أن تأتي إليّ. كان يمكنك أن تطلب الحماية… لكنك اخترت الطعن في الظهر."
صمت كريم، ثم همس:
"لؤي لا يُعطيني تعليمات مباشرة. كل شيء يُدار من طرف ثالث. لكنه… يريد الفتاة. قال إنها مفتاحك."
من خلف الزجاج، وضعت "ماري" يدها على فمها بصدمة، شعرت أن الأرض تحتها تهتز.
استدار "ريان" وفتح بابًا خلفيًا صغيرًا، خرج منه رجل يرتدي ملابس خاصة بالفريق الأمني، ثم قال:
"فتشوا بيته. أريد كل قطعة اتصال، كل مستند، كل شيء… ودعوه هنا حتى أعطي الأمر."
قبل أن يغادر، التفت نحو كريم للمرة الأخيرة:
"قل للؤي… إن لعبته انتهت. هذه المرة، سأأتي إليه… لا العكس."
الحمدلله تم و بحمدلله Part 12
كتبت 1050 كلمهههه
ان شاء الله يعجبكممم
دعواتنا لأهل فلسطين
هاي رساله لاتثقو في حدد
soso2012598حسابي الانستاااا
تم النشر 13/7/2025
يلا سلام🤍🤍🤍
VOUS LISEZ
"ماري... ظلّ المافيا" 🔥
Mystère / Thrillerالسلام عليكم اولاً ان شاء الله تحبو القصه ثانياً رح يكون فيها تنوع حزن فرح رومنسيه و الله اعلم ثالثاً بتمنى اذا طولت عليكم ما تنزعجو عشان يمكن يكون عندي اشي خاص رابعاً قرأ ممتعا
part 12
Depuis le début
