السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم عساكم بخير ؟
عند هند
كانت جالسة وتفكر بعد ما راحت نوال، فكرت كثير وهي تحس إنها مو قادرة تقبل الفكرة، لكن تتذكر كلام نوال وتتذكر وش سوت عشانها. قامت بعد تفكير طويل وهي تروح الغرفة عند فهد. طقت الباب، وبعد ثواني سمعته يقول:
فهد: تفضلي.
دخلت بابتسامة خفيفة، ناظرته وهو جالس على جواله، فز يناظرها وقال:
فهد: بك شي يمه؟
سكرت الباب وجت وجلست جنبه وقالت:
هند: لا مافيني شي، بس أبيك بموضوع.
فهد: عسى ما شر، وش عندك؟
هند وهي تأخذ نفس بتوتر وبجدية: أنا لقيت لك بنت الحلال اللي تناسبك. وانت ما شاء الله تبارك الرحمن ، كبرت ياولدي، ودي أفرح فيك.
فهد بعصبية: يمه، أنا قلت لك طاري الزواج ذا ما أحبه، ولا تجيبينه لي.
هند بعصبية: لمتى يعني؟ عمرك صار ثلاثين سنة ولا تزوجت! لمتى يعني؟
فهد: يمه، قلت لك ذا الزواج ما أبيه.
هند وهي تقوم من مكانها، صوتها فيه حزم: إن ما تزوجتها، لأني أمك، ولأنت ولدي… وانتهى النقاش.
طلعت وهي تقفل الباب، فهد حط يده على شعره يبعثره بعصبية. قام يتمشى رايح جاي، وهو يحس إن الجدران تضيق عليه. لف على الطاولة وهو يشوف كوب القهوة اللي ما خلصه، مسكه بقهر ورماه على الجدار، وانكسر بكل صوت القهر اللي بداخله.
طلع من الغرفة، خذ مفتاحه وطلع من البيت بسرعة، قلبه يغلي، وراسه يعج بالأفكار.
---
عند آلما
كانت جالسة ترتب دولابها، وتتنهد من التعب، قررت تطلع وتجيب لها شي تاكله. مشت بهدوء باتجاه المطبخ، دخلت وهي تشوف خالتها ثرية جالسة، ملامحها ضايقة وواضحة عليها الكآبة.
آلما قربت منها بخوف، لأنها تحب خالتها كثير، وتعتبرها مثل أمها:
آلما: خاله، فيك شي؟
ثرية التفتت تناظر وجه آلما اللي الخوف مرسوم عليه. كانت متضايقة بعد ما عرفت من نوال إن آلما بتتزوج ولد خويتها. خافت عليها، وتهاوشت مع نوال، لأنها تشوف إن آلما بنتها اللي ما جابتها. ما تبيها تتأذى، ولا تعيش شي يشبه وجعها هي. خايفة تكون البنت بتدخل تجربة مرهقة، والرجل طالع مو كفو، يشرب؟ يخون؟ يتعاطى؟ تطلع معاها ألف وسوسة.
آلما استغربت شرود ثرية وسكاتها، قربت تهزها وقالت:
آلما: خاله ثرية، تسمعيني؟
ثرية: هلا.
آلما: وين كنتي؟
ثرية: موجوده ما رحت.
قامت وهي تحاول تغير جو:
ثرية: اللي ما خذ عقلك يتهنى.
ثرية ابتسمت وقالت: وإذا قلت إنتِ؟
آلما ابتسمت: أحبك.
ثرية قامت تبوس خدها وقالت: أكثر يا بعد قلبي. أنا بروح أنام، تبين شي؟
الما: ما أبي شي، تصبحين على خير.
ثرية: وانتي من أهله.
طلعت ثرية، وآلما جلست لحالها بالمطبخ تسوي لها حليب. تفكيرها كله مشغول بثرية. تحس فيها شي، تحس إن في خوف بعينها ما تبي تقوله. تمسك الكوب، وتفكر: "يارب لا يكون فيه شي يخوفها عليّ…".
أنت تقرأ
غصب عنك صارت نصيبك
Romanceفي قلب الصحراء حيث تتقاطع حياة البدو وأحلام المدينة، تبدأ قصة "الما"، الفتاة الخجولة والطيبة التي تنتقل من عالمها الحضري إلى حياة بدوية صعبة، حيث تواجه تحديات لا تُعدّ ولا تُحصى. هناك يقابل "فهد"، الرجل البدوي القاسي، سريع الغضب، لكنه يحمل في داخله...
