كيان نادى بصوتٍ صارم:
". . صار وقت ما انو تروحو. خذوا الرهائن بسرعة."
دخل الحراس وأخذوا الرهائن، لكن ليورا شعرت بأن قلبها يسرع، توترها يرتفع مع كل خطوة تخطوها بعيدًا.
كيان أوقفهم:
"خلوها هون، لسع في حكي كتير. رح أبقى أنا وهي هون. انصرفوا."
وبقي الاثنان وحدهما.
ليورا كانت ترتجف، العرق يبلل جبينها، تخاف، لكن أكثر ما تخافه هو كلامه. هو ليس بشخص عادي. هو لاعب ماهر، يتحكم بها كأنها قطعة شطرنج، لكن خوفها منه أكبر من خوفها من كلامه.
قال كيان بصوت هادئ لكنه مشحون بقسوة:
"ليورا، مبسوطه إن فضولك وصل لهون. أنتِ اللي اخترتي تلعبي... أنتِ اللي فتحت الحرب، وأنا رح أنهيها."
لم تستطع ليورا أن تفهم ما يقصده، حيرتها تزداد.
أضاف:
"الموضوع أكبر من تفكيرك، أكبر من عقلك. لو كان عندك عقل، كنتي سمعتِ تحذيرات رفيقتك، وما قتلتِ ثلاث أرواح ودمرتِ عشرات. كل ما بتوصلي لطرف الخيط، أنتِ بتقطعِه. الناس اللي حواليك مجرد بيادق، وأنتِ المفتاح. أنا كنت معك من البداية بس ما شفتيني كنت جنبك كل الوقت بس غرورك كان يبعدك عني ، كنت الظل اللي ما شفتيه. أنتِ مش مجرد صحفية، أنتِ فتحت ماضي وحياة أكبر منك، وتخلّيتي عن مهنتك وصرتِ أدات عندي بدون ما تحسي. انتي ظلمتي ناس بدون ماتعرفي الحقيقه وهلق رح تنظلمي وانتي عم تفكي الحقيقه"
انصدمت ليورا، ضربت رأسها بيدها بقوة، صرخت:
"مين أنت؟ مين نيمرا؟ وين أنا؟ ليش عم تعملوا فيني هيك؟ أفكار عم تتلاطم براسي، هل أنا مجنونه؟ لا، أنا جنيت! مين أنت؟ ليش عم تأذوني؟ خلوني!"
اقترب منها كيان بخطوات بطيئة، نظراته باردة كالجليد، اقتربت خطوة، تراجعت خطوة، ضربت الحائط بتوتر، وكان بينهما تنافر من حرارة خوفها وبرودة بروده.
بصوت يرتجف، قالت ليورا:
"أنا مين؟ اسمي مرتبط بنيمرا... بس ما بعرفها. أنا مجرد صحفية عم أعمل شغلي."
ابتسم كيان ابتسامة باردة مستفزة:
"نيمرا كانت باب، وأنتِ دخلتيه رغم التحذيرات. أنتِ صحفية، بس دخلتي أماكن أكبر منك، ورح تتعاقبي."
قالت ليورا بتلعثم:
"بس ما كنت بعرف."
ضحك كيان بسخرية:
"كنتِ تعرفي، بس غرورك منعك تصدقي مين أنت، شو حقيقتك، مين أهلك. ما كنتي تعرفي شي، رغم التحذيرات الكتيرة. إما ما فهمتيها أو تغابيتي عنها، وهلق عم تدفعي التمن."
انهارت ليورا على الأرض تبكي بلا صوت، ونظر إليها كيان ببرود وخبث مرعب.
دفعها برفق على رقبتها، فسقطت منهارة.
---
استيقظت ليورا مفزوعة في غرفتها، ترتجف:
"شو صار؟ وين أنا؟ هل هذا حلم؟ لا... مستحيل."
وقفت أمام المرأة نفسها، ملامحها لم تتغير، وبيتها لم يتغير.
سمعت رنين الهاتف، رأت صديقتها سيلا تتصل.
سيلا: "ليورا، وين إنتي؟ ناطرتك من نص ساعة، عم أتصل وما عم تردي."
صمتت ليورا، ضائعة، مش قادرة تفهم إذا كان كل هذا حلم أو حقيقة، أو لعبة ما لها نهاية.
سمعت صوت سيلا مرة أخرى: "ليورا! عم تسمعي؟ نزلي بسرعة، أنا تحت."
قالت ليورا: "نازلة، بس بدي نص ساعة."
سيلا: "طيب، رح قعد بالكافيه لحد ما تجي."
أغلقت الهاتف، توجهت للاستحمام، وفي الخارج سمعت صوت:
"ليورا! الفطور جاهز، تعي!"
ردت من داخل الحمام: "عم اتحمم."
ورأسها يدور، ألف سؤال يهاجمها: هل كان حلم؟ لا، أكيد ما كان حلم، كانت حقيقة.
بكت في الحمام كثيرًا، ثم خرجت لتقابل سيلا.
طوال الجلسة، كانت سيلا هي اللي تتحدث، وليورا فقط تومئ ولا تفهم.
سيلا سألتها: "ليورا، شو فيكي؟ شكلِك مش طبيعي، في شي بتحكي عنه؟"
ليورا نظرت إليها بتردد: "مين نيمرا؟ مين كيان ايسوس؟"
سيلا... انتِ نيمرا
(يتبع)
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
part.4
Start from the beginning
