حلقه إضافية 3

9.3K 284 53
                                        

بسم الله ...

****

بعد مرور خمس سنوات...
تقف إيلا الصغيرة أمام والدتها، رأسها منخفض وعيناها الزرقاوان الواسعتان مثبتتان على الأرض بخجل وندم واضحين. كانت تبدو في غاية الرقة بملامحها الطفولية الناعمة وشعرها البني الفاتح المنسدل على كتفيها الصغيرين. كانت شمس تنظر إليها بملامح صارمة تحاول الحفاظ على غضبها، لكن ليونة إيلا ورقتها كانت دائمًا تذيب قسوتها ...

أما داغر، فكان يقف بجانب شمس، يحاول أن يبدو جادًا وهو يرمق ابنته بنظرات حانية مختلسة. كانت إيلا، ببرائتها وضحكتها الساحرة، تحتل مكانة خاصة في قلبه، وكان يجد صعوبة بالغة في توبيخها مهما فعلت .. بدأت شمس بصوت هادئ و نبرة جدية؛
"إيلا ... اللي عملتيه ده مش كويس أبداً أقلام ريان الجديدة دي حاجته الخاصة، ومينفعش ناخدها ونلون بيها على الحيطة في أوضته. كده هو هيزعل."

رفعت إيلا عينيها ببطء، تنظر إلى والدتها بعينين دامعتين تزيدان من رقتها تمتمت بصوتها الطفولي الرقيق:
"بس... بس أنا كنت عايزة أرسم وردة كبيرة ... وحلوه ..."

تدخل داغر محاولًا تلطيف الأجواء، لكن بصوت ضعيف دافئ:
"أيوة يا إيلا... يعني... هو مش حلو خالص اللي عملتيه... بس... يعني... ممكن نرسم وردة تانية على ورقة كبيرة... صح؟"

نظرت له شمس بحدة، عيناها تتحدثان بوضوح:
"والله ... ﻻ كتر خيرك بجد"

تنتظر منه أن يكون حازمًا هذه المرة دائماً ترى كيف أن تدليله المفرط لابنتهما جعلها تعتاد على عدم تحمل مسؤولية أفعالها كانت تريد أن يتعلم كلاهما أن هناك حدودًا للأخطاء، وأن العقاب جزء ضروري من التربية ..

في تلك اللحظة، كان ريان يقف خارج مكتب والديهما، يكتم ضحكاته بصعوبة وهو يراقب المشهد من خلال الباب الموارب. كانت فكرة أن أخته المدللة تتلقى توبيخًا، ولو كان ضعيفًا من والده، تثير فيه شعورًا بالشماتة الطفولية كان يظن أن والده مشغول بمعاتبة إيلا ولن يلاحظ وجوده، مستمتعًا بمنظر أخته الرقيقة وهي تحاول تبرير فعلتها البريئة من وجهة نظرها ...

نظر داغر إلى إيلا بعينين حنونتين، ثم حول نظره سريعًا إلى شمس التي كانت تحدق به بتعبير لا يترك مجالًا للشك. تنهد تنهيدة خفيفة ثم عاد ليخاطب ابنته بنبرة أكثر جدية، وإن كانت لا تزال تحمل بعض الليونة:
"بصي يا إيلا يا حبيبتي... اللي عملتيه ده مش صح، مش عشان الرسمة مش حلوة، بالعكس، أنا متأكد إنها كانت وردة جميلة زيك. بس أقلام ريان دي حاجته هو، وإحنا لازم نحترم خصوصية حاجات غيرنا. قبل ما ناخد أي حاجة مش بتاعتنا، لازم نستأذن الأول. حتى لو كنا عايزين نعمل بيها حاجة حلوة."
ثم أضاف بنبرة بدت أكثر حدة موجهة بشكل غير مباشر لشمس: "وبعدين هو مش بيحافظ ويخبي حاجته ليه؟ إيلا لسه صغيرة وممكن متفهمش."

🎉 لقد انتهيت من قراءة عشقني الأعمى(تم التعديل) مُكتمله 🎉
عشقني الأعمى(تم التعديل) مُكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن