الفصل الخامس عشر

217 10 0
                                        

أجفلت أروى بعينيها و قالت بترقب:
- هصدق معاكي إن باسل مظلوم، هل عندك استعداد تساعدني انتقم من أمك؟؟ بما إنك مظلوم مش عايز تاخد حقك من اللي ظلمك؟؟؟

كان يطالعها ب نظرات حائرة، ف كما يُقال لقد سقط مُكبلًا بين النيران، لا يستطيع الحراك، و على وشك أن رماد، ف  حبيبته و والدته هما طرفي الحرب في الساحة، و على أحدهما أن يُهزم  لينتصر، غافلين تمامًا أنه إحدى الأسلحة التى سوف تِباد لينتهى و تنتهي به الحرب.

تلوى ثغرها ب بسمة ساخرة و أردفت بخفوت:
- كان سؤالي غبي.

رد عليها باسل بنبرة من التخبط:
- أروى دي أمي.

- أيوه صح، أنت معاك حق، مكنش ينفع أفكر إنك ممكن تخسر أمك علشان حد، و لا عشان أهلي اللي اتظلموا و لا عشان حياتي اللي تدمرت و لا علشان زوجتك اللي هتفضل بالنسبة لك غريبة، و لا حتى عشان والدك اللي سميرة حرمته يعيش حياته و حرمتك أنت كمان من حب و حنانه........و لا حتى علشان جدك اللي مات ب حسرته علي عيلته اللي اتفرقت و أولاده اللي مبقاش يعرف عنهم حاجة!

أزالت تلك العَبرة عن وجنتها إثر إجترار تلك الذكريات المؤلمة، ثم أكملت ب كمد:
- أنت صح يا باسل و دي أمك، ارجع البيت لأمك يا باسل،  و متجيش هنا تاني عشان مش عايزة أشوفك.

انسحب باسل دون أن ينطق بحرف آخر، فهو يعرف أنها محقة، و لكن ما تطلبه يجعل روحه تختنق أكثر ف أكثر، ف كيف لها أن تطلب منه الانقلاب ضد والدته حتى و إن كانت مخطئة! كيف يتغاضي عن حنينه و حبه و بره لوالدته! كيف سيلاشي كل صورته الملائكية التي تكونت في سنوات عدة فيما يِقابل عدة أيام!

بينما  قد سقطت أروى و هي تنتحب ب شدة، ف ثمة ألم و أسى يشقان الصدر شقًا، كانت تضرب الأرض بغضب قد شارك الألم في صوتها، حيث كانت تردد بحزن شديد:

- ليه!!! ليه كل دا يحصل معايا؟ بخسر الكل ليه؟!!

اقتربت إليها عمتها سريعًا و هي تضمها إلى أحضانها بحنان و تمسح على رأسها، و قد ضامت عليها عبراتها هي الأخري، لكنها كانت أكثر تقبلًا للوضع، مما جعلها تهمس لأروى ببعض العبارات و الكلمات التى من شأنها بعض السكينة لأروى.

ف ابتعدت عنها أروى و هي تنفض وجنتيها من أولئك الأسرى اللائي قد تمردوا على عينيها و فروا هاربين، ثم نطقت بصوت أشبه ل حفيف أوراق الشجر:

- مفيش دموع بعد النهاردة، أنا هنهي كل  حاجة.

استوت على قدميها و قالت بتأهب:

- أنا مسافر الكويت بالليل.

سألتها عمتها بدهشة:
- الكويت ليه؟

أجابتها أروى بجدية بالغة:
- ماما قبل ما تموت قالت على مستندات تثبت براءة بابا و إدانة سميرة و إن وصفة العلاج اللي هي زودت مكوانتها دي هي اللي لعبت فيها مش بابا، هسافر  هناك عشان هدور على ماجد الصواف ماما قالت إنه كان المحامي بتاعنا هناك و هو اللي باعنا و خدع بابا و سرق المستندات عشان كدا لازم أسافر.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحفاد المُعزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن