أجفلت أروى بعينيها و قالت بترقب:
- هصدق معاكي إن باسل مظلوم، هل عندك استعداد تساعدني انتقم من أمك؟؟ بما إنك مظلوم مش عايز تاخد حقك من اللي ظلمك؟؟؟كان يطالعها ب نظرات حائرة، ف كما يُقال لقد سقط مُكبلًا بين النيران، لا يستطيع الحراك، و على وشك أن رماد، ف حبيبته و والدته هما طرفي الحرب في الساحة، و على أحدهما أن يُهزم لينتصر، غافلين تمامًا أنه إحدى الأسلحة التى سوف تِباد لينتهى و تنتهي به الحرب.
تلوى ثغرها ب بسمة ساخرة و أردفت بخفوت:
- كان سؤالي غبي.رد عليها باسل بنبرة من التخبط:
- أروى دي أمي.- أيوه صح، أنت معاك حق، مكنش ينفع أفكر إنك ممكن تخسر أمك علشان حد، و لا عشان أهلي اللي اتظلموا و لا عشان حياتي اللي تدمرت و لا علشان زوجتك اللي هتفضل بالنسبة لك غريبة، و لا حتى عشان والدك اللي سميرة حرمته يعيش حياته و حرمتك أنت كمان من حب و حنانه........و لا حتى علشان جدك اللي مات ب حسرته علي عيلته اللي اتفرقت و أولاده اللي مبقاش يعرف عنهم حاجة!
أزالت تلك العَبرة عن وجنتها إثر إجترار تلك الذكريات المؤلمة، ثم أكملت ب كمد:
- أنت صح يا باسل و دي أمك، ارجع البيت لأمك يا باسل، و متجيش هنا تاني عشان مش عايزة أشوفك.انسحب باسل دون أن ينطق بحرف آخر، فهو يعرف أنها محقة، و لكن ما تطلبه يجعل روحه تختنق أكثر ف أكثر، ف كيف لها أن تطلب منه الانقلاب ضد والدته حتى و إن كانت مخطئة! كيف يتغاضي عن حنينه و حبه و بره لوالدته! كيف سيلاشي كل صورته الملائكية التي تكونت في سنوات عدة فيما يِقابل عدة أيام!
بينما قد سقطت أروى و هي تنتحب ب شدة، ف ثمة ألم و أسى يشقان الصدر شقًا، كانت تضرب الأرض بغضب قد شارك الألم في صوتها، حيث كانت تردد بحزن شديد:
- ليه!!! ليه كل دا يحصل معايا؟ بخسر الكل ليه؟!!
اقتربت إليها عمتها سريعًا و هي تضمها إلى أحضانها بحنان و تمسح على رأسها، و قد ضامت عليها عبراتها هي الأخري، لكنها كانت أكثر تقبلًا للوضع، مما جعلها تهمس لأروى ببعض العبارات و الكلمات التى من شأنها بعض السكينة لأروى.
ف ابتعدت عنها أروى و هي تنفض وجنتيها من أولئك الأسرى اللائي قد تمردوا على عينيها و فروا هاربين، ثم نطقت بصوت أشبه ل حفيف أوراق الشجر:
- مفيش دموع بعد النهاردة، أنا هنهي كل حاجة.
استوت على قدميها و قالت بتأهب:
- أنا مسافر الكويت بالليل.
سألتها عمتها بدهشة:
- الكويت ليه؟أجابتها أروى بجدية بالغة:
- ماما قبل ما تموت قالت على مستندات تثبت براءة بابا و إدانة سميرة و إن وصفة العلاج اللي هي زودت مكوانتها دي هي اللي لعبت فيها مش بابا، هسافر هناك عشان هدور على ماجد الصواف ماما قالت إنه كان المحامي بتاعنا هناك و هو اللي باعنا و خدع بابا و سرق المستندات عشان كدا لازم أسافر.

أنت تقرأ
أحفاد المُعز
Romanceفتاة عشرينية تدخل إلى عالم أحفاد المُعز، حيث ثلاثة شباب بطباع مختلفة و ميول قد زادت من الخلافات بين الأحفاد الثلاث، ستغزو حياتهم فجأة بصفتها زوجة لكبير عائلة المُعز و تتحدى الأحفاد الثلاث مما سيجعلهم يتكاتفون لطردها بعيدًا عن حياتهم، و لكن بدلًا عن...