***********
كان الصمت سيد الموقف للحظات معدودة، نظرات داغر كانت مثبتة على فارس، تخترقه بنظرة غضب جليدي لا تحمل أي رحمة. أما فارس، فقد شعر بصلابة قبضته ترتخي قليلًا حول جسد شمس الواهن، وبدأ يشعر بوطأة الموقف الرهيب ...
أخيرًا، اخترق داغر هذا الصمت بصوت جهوري منخفض، أو لنقل هدوء ما قبل العاصفه: "نزلها"صك فارس على أسنانه بغضب مكتوم، وعروق رقبته تنفر بحدة، لكنه امتثل للأمر مكرهًا، وأنزل شمس برفق بالغ، أشار داغر بعينه إشارة خاطفة لممرضتين كانتا تقفان بالقرب من سيارة الإسعاف، فتحركتا على الفور نحو شمس لاصطحابها ... اقترب داغر من فارس بهدوء مهلك للأعصاب، هدوء يسبق عاصفة مدمرة كانت عضلات وجهه وجسده متصلبة كالفولاذ، وعيناه نارًا خامدة تستعر ببطء. قبل أن يستطيع فارس استيعاب ما يحدث، انقض عليه داغر كوحش كاسر لم ير فريسته منذ زمن. لكمة وحشية هوت على فك فارس، قوة ارتطامها هزت رأسه بعنف وأسقطته على الأرض كجثة هامدة، وتطايرت منه صرخة ألم مكتومة ممزوجة بطعم الدم في فمه .... لم يمهله داغر فرصة لالتقاط أنفاسه أو محاولة النهوض. كان غضبه بركانًا ثائرًا، ويده أداة انتقام لا تعرف الرحمة. انهال عليه باللكمات والركلات المتتالية كالمطر الغزير. كل ضربة كانت تحمل ثقل الجبال، تنم عن غضب جامح ورغبة عارمة في تمزيق من تجرأ على إيذاء معشوقته. لكمة أخرى استقرت في منتصف صدر فارس، فشعر وكأن ضلعًا قد انكسر، وأطلق أنينًا مكتومًا وهو يتلوى على الأرض محاولًا حماية جسده لكن غضب داغر كان أعمى، وركلة قوية استهدفت خاصرته، فصرخ فارس بصوت أعلى وهو يشعر بألم حارق يخترق عظامه
حاول فارس اليائس المقاومة، لوح بذراعيه المرتعشتين محاولًا إبعاد هذا الجحيم البشري عنه، لكن قبضات داغر كانت فولاذية، وسرعته تفوق سرعة البرق. أمسك داغر بذراعي فارس وشدهما بقوة وحشية، ثم وجه له لكمة قاصمة أخرى على وجهه المشوه بالدماء، فسال المزيد من الدماء من أنفه وفمه المتورمين. كان فارس يتخبط على الأرض كسمكة مذبوحة، يحاول التشبث بأي شيء لينجو من هذا العذاب، لكن قبضة داغر كانت أقوى من أي رجاء
رجال داغر وقفوا يشاهدون هذا المشهد المروع بصمت مطبق، لم يجرؤ أحدهم على التدخل، فقد تلقوا أوامر صريحة بتركه يفرغ حمم غضبه الملتهبة بينما تقف شمس بعيداً وتنهمر دموعها في صمت وقهر وجسدها الصغير يهتز بعنف بين احضان هبه ..... أمسك داغر بياقة قميص فارس الملطخ بالدماء وجره بقوة لا ترحم حتى وقف متزعزعًا على قدميه، ورأسه يتدلى بثقل. نظر إليه داغر بعينين تقدحان شررًا جهنميًا، وصوته أجش كزئير أسد جريح: "لو فكرت مجرد تفكير إنك تأذيها تاني، أو حتى تقرب من خيالها، هتشوف مني عذاب ينسيك اسمك."
انطلقت صرخه فزع من شمس عندما رفع داغر ذراع فارس التي تجرأ بها على ضرب شمس، وقبض عليها بقوة فولاذية ثم قام بلوي ذراعه بحدة وقسوة، فتردد صوت كسر العظام في أرجاء البهو، فخرجت من فارس صرخة مدوية من شدة الألم، ارتجف على أثرها جسده كله .... ثم دفعه بقوة غاشمة فسقط فارس مرة أخرى على الأرض، يئن من شدة الألم المبرح، وذراعه المكسورة تتدلى بشكل مؤلم، وجسده المهشم يرتجف بين الحياة والموت انحنى داغر لمستواه وقال بنبره اتت من الجحيم:"كسرتها بس المره الجايه و رب العباد لأقطعها"

أنت تقرأ
عشقني الأعمى(تم التعديل) مُكتمله
Romanceفاقد للبصر مؤقتًا ... رجل أعمال ذو نفوذ ... اعتاد على السيطرة ... وجد نفسه ضعيفًا للمرة الأولى ... صوتها الرقيق اخترق دفاعاته ... طيبتها لمسّت روحه المتعالية ... وجد في عينيها نورًا في عتمته ... أسره جمالها الداخلي قبل الخارجي ... بدأ قلبه ينبض باسم...