🔥البارت التاسع🔥

17.7K 566 77
                                        

"كان سبباً في إبتسامتي ... لكنه أبدع في بكائي 🥀 ..."

************

مر الليل كئيبًا وثقيلًا، وسكنت الشقة في صمت رهيب لم يكسره سوى أنين مكتوم يتسرب من بين شفاه شمس المرتعشة مع أولى خيوط الفجر الباردة التي تسللت عبر النافذة، بدأت روحها المعذبة تعود ببطء إلى جسدها الرقيق الملقى على الأرض الباردة فتحت عينيها ببطء شديد، وكأن جفونها تحمل أثقال العالم، تآوهت بوهن عندما شعرت أن كل عظمة في جسدها متصلبة ومتشنجة، عضلاتها تصرخ بألم خفي .... حاولت أن تحرك جسدها، لكن استجابتة كانت بطيئة ومؤلمة رأسها كان يطن بثقل، وكل نبضة فيه تزيد من شعورها بالدوار والغثيان استغرقت لحظات مؤلمة لتستوعب المكان البارد تحتها، ثم بدأت الذاكرة تعود إليها كسهام مسمومة، الرسالة، الوحدة، الخذلان ..... كل ذكرى كانت بمثابة طعنة جديدة في قلبها المثقل بالأوجاع الألم النفسي امتزج الآن بألم جسدي قاسٍ، ليشكلا معًا عبئًا ثقيلاً يكاد يكسر ظهرها الهش .... كانت تستلقي على الأرض كزهرة صغيرة رقيقة كسرتها عاصفة قوية، تشعر بكل ذرة في جسدها الصغير تنبض بالوجع والوحدة القاتلة التي تلفها ككفن بارد ...

زحفت بوهن حتى التقطت هاتفها الموضوع بجانبها على الأرض بصعوبة بالغة، كانت أصابعها ترتجف .... نظرت إلى شاشة الهاتف الباردة للحظة، ثم ضغطت على أيقونة الاتصال الخاصة بصديقتها المقربة ... وضعت الهاتف على أذنها ببطء، تنتظر بصبر أن يرد الطرف الآخر، وكل جزء في جسدها المتعب يرتجف رجاءً ... دائماً ما كانت هبة هي ملاذها الآمن ... الكتف الذي تبكي عليه، والقلب الذي يفهم أوجاعها دون كلمات تريدها بجانبها الان لتمدها بالدعم الذي يمكن أن ينتشلها من هذا الهاوية المظلمة التي سقطت فيها مرت لحظات حتى سمعت صوت هبة الناعس يأتي من الطرف الآخر: "ألو؟ مين؟"

تجمعت بقايا قوة شمس في صوتها المتهدج وقالت بصوت ضعيف يكاد لا يُسمع: "هبة... أنا شمس"

عقدت هبه حاجبيها بإستغراب كأنها تراها:"شمس ... مالك حصلك حاجة"

أغمضت شمس عينيها بألم، وشعرت بدموع جديدة تتجمع في مقلتيها لم تستطع أن تخفي صوتها المرتعش، فقالت بصوت مهزوز: "أيوه... تعالي عندي أنا محتاجاكي أوي."

انتفضت هبه من مكانه وقالت بقلق بالغ:"شمس مالك وصوتك عامل كده ليه انتي كويسه اذاكي ف حاجه الطور اللي عندك دا"

انقبض قلب شمس بألم مرير عندما تذكرته تذكرت عينيه المعتمه لمسة يده الدافئة، كلماته القليلة التي حملت معها نوعًا من السلوان الغريب تذكرت كيف شعرت بالأمان والراحة في وجوده رغم غموضه الآن، رحل وتركها تواجه وحش الوحدة من جديد، ووخزات قلبها تزيد مع كل ذكرى لهولم يكن مجرد رجل غريب بل كان شيئًا آخر، شخصًا اقتحم حياتها المضطربة ليمنحها لحظات من الدفء ثم اختفى تاركًا فراغًا مؤلمًا ... تنهدت بألم وقال بخفوت:"مش قادره اتكلم دلوقتي تعالي و هقولك"

عشقني الأعمى(تم التعديل) مُكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن