🔷الفصل الحادي عشر 🔷

53.6K 2.2K 454
                                        


بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

🔹الفصل الحادي عشر 🔹
«أذنابُ الماضي»
#_أنا لها شمس الجزء الثاني،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________

عالمي مُعتمٌ وشمسي خلف الغيوم تختبئ، حياتي حالكة السوادِ ومصابيحي أكلها الصَدأ، يتوارى قمري وراء السحابِ خجلاً كما المَوصومُ،عفوًا؛ لقد أسأتُ تقدير وصفي ووقعتُ في شِرك الخطأ، في واقع الأمرِ أنا هي الموصومةٌ بجميع الرواياتِ، أنا التي تلاحقني ذنوب الماضي أينما حللتُ، أنا التي يحملني الجميعُ خطاياهم و أوزار سوالفهم ، أنا، أنا هي "زينة"، "إبنة الخطيئة والذنب الذي لا يغتفر."

خاطرة "زينة البنهاوي"
بقلمي «روز أمين»
____________

فتح الباب ليري رجلاً بالخمسين من عمره، بجسدٍ رياضي ممشوق، سألهُ بفضولٍ حين رأى صمته ونظراتهُ الغريبة:
-أفندم؟
-إنتِ مش عارفني يا يوسف؟... قالها الرجُل بحنينٍ ونظراتٍ تجمعت بهم الكثير من قطرات الدموع ، ضيق بين عينيه يسألهُ مستفسرًا وهو يُشير على حاله:
-وهو المفروض أكون عارف حضرتك؟!

بسط يده للأمام ليحتوي ذقن الشاب ونطق بصوتٍ باكِ:
-أنا أبوك يا يوسف
تراجع للخلف بغتةً لإبعاد كف الأخر وكأنهُ شيئًا مقززًا سيلوثُ برائته، ملامحهُ بقيت ثابتة لم يحرك ساكنًا ولم يظهر عليه أي ردة فعلٍ، بل وضع كفهُ بجيب بنطاله القطني بلامبالاة مما استدعى لاستغراب الأخر لينطق من جديدٍ مكررًا جملتهُ متأملاً لعدم إدراك نجلهِ للخبر:
-أنا أبوك يا يوسف
-سمعتك... قالها بجمودٍ مُميت وكبرياء لتتحول ملامح الأخر لمصدومة فتابع الشاب تحت صدمة الأخر:
-فيه حاجة تانية حابب تضيفها؟
ونظر بساعة يده لينطق بلامبالاة:
-عندي شُغل مهم ومش فاضي.

ابتلع لعابهُ قهرًا ليخرج صوتهُ متأثرٍ وعينين لامعتين بفضل دموعهُ الحبيسة التي تجمعت بفضل لقاء نجله بعد مرور كل تلك السنوات:
-هو ده استقبالك ليا بعد السنين دي كلها يا يوسف؟!

رفع حاجبهُ مستنكرًا ليخرج صوتهُ ثابتًا وبنبرة صارمة سألهُ مبكتًا:
-لا هو السؤال الصح اللي المفروض يتقال في الحالة اللي إحنا فيها، إنتَ جاي ليه بعد السنين دي كلها؟!

بقلبٍ يتمزقُ قهرًا أجابهُ بعينين متأثرتين بصدقٍ يرجع لعشقه لذاك الحبيب الذي طالما امتلك القلب منذ ان طل بوجههٍ البريء على الدنيا وأنار حياتهُ أملاً:
-جاي علشانك يا ابني

-وأنا لا فاكرك، ولا عاوز وجودك في حياتي... قالها بصياحٍ حاد أذهل الرجل ليتابع بقوة وعينين تطلقُ حممًا بركانية لو تُرك لها المجال لانطلقت شراراتها المستعرة وألتهمت ألسنة لهبها ذاك الواقف أمامهُ وحولهُ لكتلة من التوهج:
-فبكل هدوء ياريت تتفضل تمشي.

«أذنابُ الماضي» الجزء الثاني من أنا لها شمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن