VI

5 1 0
                                        

لا راية بيضاء في الحب.

_____

روما 1943
سقطت مياه عيني إيان سيلاً من المطر على وجهه، بينما يحاول أن يعبر بسلام من فوق رؤوس الجنود الإيطاليين واعضائهم المقطوعة.
كان يشعر بالذنب لموتهم رغم أن لا يد له بالأمر.

تعرف على وجه أحد زملاءه، كان قد اتهمه ظلماً مسبقا امام النقيب بالسرقة.
وآخر كان طلب منه المساعدة بتفعيل إحدى القنابل ولكن إيان رفض، فكر أنه ربما كان ساعده بالدفاع عن نفسه لو قبل طلبه.

إيان اختار أن ينجو لوحده دون أن يساعده أحد، او يمد هو يد العون لأحد من الفرقة، في النهاية لم يكن ليضحي بنفسه لأجل أشخاص لم يستطع أن يثق بهم.

وقف أمام رأس العميد المستلقي وكأنه نائم.
انحنى وتفقد نبضه، كان ميتاً.

سأله الجنرال وهو يدخن السجائر بينما يراقبه من بعيد:
«هل تعرفت على أحد غير العميد؟»

هز إيان رأسه إيجاباً، ناظرا بعينين دامعة لوجه الجنرال المشوش.

«جيد، مع ذلك ما زال هناك الكثير من المفقودين، وبعض الأجساد المشوهة التي لم نستطع التعرف
على اصحابها.
أما الرائد، العميد والنقيب لاقوا حتفهم جميعاً...»

توقف الجنرال يشعل سيجارة أخرى تحت أنظار أعين إيان الهلعة.

«رغم سواد حظ جميع أفراد رتيبتك السابقة،
أنت نجوت... هذا مذهل حقيقةً.
وباعتبارك الناجي الوحيد...»

توقف الجنرال عن الكلام، ينفث الدخان من فمه، ثم أكمل عبارته:

«أنت الآن نقيب رسمياً، يا إيان بيلوني»

_____

البندقية 1945
أمسك إيان رأسه مخلّلا يديه داخل شعره، وبعثره،
لم يفارقه الصداع، منذ ليلة أمس والكوابيس تطارد منامه.

فتح إيان درج طاولة سريره للمرة الخامسة على التوالي،
وأفرغ ما بداخله يبحث عن دواءه المسكن لآلام الرأس.

رفع رأسه ينظر لفنتشنزو الذي يراقبه متكتفاً، وسأله:
«هل رأيته؟ لا أذكر اين وضعته...»

نفى فنتشنزو برأسه.

تأفف ونظر إيان حوله يفكر اين بإمكانه أن يبحث مجدداً.
قصد الصالة، ولحقه فنتشنزو كخياله،
توقف أمام مكتبه وانحنى ثم التقط علبة الدواء من أسفله.

«إنها فارغة... احضرتها منذ يومين فقط!»
رمى إيان العلبة على الأرض، ورمى نفسه على الكرسي الجلدي لمكتبه.

هز فنتشنزو رأسه بالنفي واعقب على كلام إيان:
«بل منذ اسبوعين للدقة»

«يجب أن أشتري واحدة أخرى إذن»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لوحة فنيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن