الفصل العاشر
فريده الحلوانيصباحك بيضحك يا قلب فريده
عن فرحه قلبك و دموعك الي بتنزل وقت استجابة دعائك ...عن حلم بتتمنيه و ربنا حققه ...عن هم كان مالي قلبك و ربنا فرجه ...كل ده هيحصل عارفه امتي ...لما تدعي بيقين
و لله المثل الأعلى خليكي زي الطفل الي راح لامه قالها انا جعان و سابها و مشي...معندوش ذره شك أن امه هتتاخر عليه
ده اليقين الي لازم يكون جواكي و انتي بتدعي
ربك كريم رحيم يا مسكره يخجل أن يرفع عبده يده بالدعاء و يردها خائبة
هيستجيب و هيجبر قلب الطيب انا واثقهو بحبك
لن تصدق تلك التراهات التي تفوه بها ...ابدا لن تصدقها رغم ارتعاشه قلبها بل بكائها دما
حتي العقل يرفض تصديق ما سمعته
الجميع ينظر له بذهول
عن أي ارتباط يتحدث ذلك الغبي
تطلع له اخويه بغيظ بينما قال ابيه : خطوبه ايه يأبني ...دانت لسه كاتب من مفيش
أبتسم ببرود رغم تمزق قلبه من الداخل ثم قال : ايه يا حج انت نسيت اتفاقنا و لا ايه...انا اصلا كنت ناوي افاتحك في الموضوع ده بس الي حصل خلاني أئجله
سأله ربيع بغيظ : و انت كده أجلته لا كتر خيرك و الله
تطلعت له هويدا بحنو ثم قالت : و مالو يأبني حقك شوف مين العروسة و انا هروح اطلبهالك
نظر الي تلك التي تدعي الثبات ثم قال : يا ريت يا حجه هي مش غريبه نجوي بت عم فتحي
هنا ...لم تقوي علي ادعاء البرود
نظرت له بصدمه و لسان حالها يقول : ملقتش غير دي عشان تقهرني بيها
قرأ ذلك داخل عيناها ...فرد بعينه و هو متأكد أنها ستفهم ما يريد قوله دون أن يتفوه بحرف : عشان تبقي تتحديني
تابعت صباح حرب النظرات بقلب مشفق عليهما
تعلم أن وراء تلك الأفعال سر كبير يجب أن تبحث عنه و تعلمه جيدا حتي تريح قلبيهما من ذلك العذاب
احمد بغيظ مكتوب : ملقتش غير فتحي النتن و تناسبه
رد عليه ببرود : عادي انا ليا البت مليش دعوه بأهلها
نظر الي هويدا ثم قال : هتروحي أنهارده بعد المغرب انتي و مرات عمي ...اطلبيها و قوللهم قرايه الفاتحة الجمعة ...يعني بعد بكره و الفرح الجمعة الي بعدها
و فقط ...أنتفض من مجلسه بعدما شعر بألم قوي يمزق احشائه...لا يريد أحدهم أن يشعر بما داخله و أيضا...لم يقوي علي تحمل رؤيه ذلك العتاب القاسي الذي ملأ عيناها الحزينة
اتجه الي الخارج و هو يقول : أنا رايح المصنع ...خلص و حصلني يا احمد...و انت يا عمار لو خلصت شغلك بدري عدي علينا
ربيع بحزن : الواد ده انا مش عارف دماغه فيها ايه ...الله يهديك و يصلحلك حالك يابنيتجلس شارده فوق فراشها منذ ليله أمس ....قلبها ينبض بشده
لا تتخيل أنها ستقابله اليوم ...فقد حادثها ليلا و اتفق معها أن يصطحبها بعد انتهاء عملها ليجلسوا معا في مكان عام
قلبها يخفق بشده لا تعلم من أين تأتي بالقوة كي تسمع حديثه عن اخري و هي التي عاشت سنوات تعشقه سرا
تتبع أخباره...و رغم بغضها لحضور المناسبات الا انها تذهب بقلب لهيف الي أي حفل تعلم بتواجده فيه
و ها هي الآن تخرج من بوابه الشركة الرئيسية بخطي ثابته اتقنتها جيدا
اتجهت نحو سيارته التي تقف أمامها...ابتسمت بارتعاش قضت عليه سريعا و هي تصعد بالمقعد الامامي
أبتسم برزانه ثم قال : كنت خايف يوسف يرخم عليكي و ميخلكيش تمشي في ميعادك
ألتفت له و قالت : اصلا مشي من بدري الحمد لله أنهارده محتكش بيا خالص
بدأ في القيادة و دارت بينهما أحاديث بسيطة الي أن وصل إلي احدي الكافيهات المطلة علي شاطئ البحر
بعد أن جلسا حول احدي الطاولات و طلب من النادل قدحان من القهوة كما طلبت هي و يفضل هو
تنهد بحيره ثم قال: رغم اني مش صغير في السن ...و رغم أن شغلي معتمد علي طريقه تفكيري و ذكائي الا اني بجد عاجز عن حل مشاكلي مع لميس
مش عارف العيب فيا و لا فيها ...او يمكن فرق السن هو الي عامل الفجوة دي
تطلعت له بهدوء ثم قالت بتعقل : فرق التربية و التفكير
نظر لها بعدم فهم فأكملت : في اختلاف شاسع بين تربيه طنط سندس و طنط رانيا ...بدليل أن اخواتك البنات و كمان روجيدا مع لميس في نفس المدرسة....بس هي حاجه و هما حاجه تانيه خالص
التفكير هنا بيفرق كتير يا نوح ...مشكله لميس أن دماغها فاضيه معندهاش استعداد تفكر اصلا
مامتها علمتها أن اللبس و الفلوس و التكبر علي الناس هما اساس الحياه....و ده أكبر غلط بدليل مثلا روجيدا بنت خالي ...أبوها وزير و أخواتها ظباط رغم كده بتتعامل مع الناس كأنها بنت عاديه ...حتي طريقه لبسها محترمه غير باقي البنات الي في سنها
أشعل سيجاره ثم قال : بحاول اغيرها و أعلمها...بحاول علي قد ما قدر بس للأسف كل ما احس انها هتبدا تتغير ...امها تهد كل ده و ترجعني معاها لنقطه الصفر
نحت قلبها جانبا و تحدثت بحكمه و عقل كي تساعده و تنير له عقله الغافل عن أشياء كثيره
تطلعت له بهدوء ثم قالت: نوح ...امتي حسيت انك بتحبها ...و هل حبك ليها بيكبر جواك و لا ثابت عند نقطه البداية

أنت تقرأ
خطايا داخل الجنه ( الجزء الثاني من الاربعيني)
Romanceيمكن أن يكون لنا جنه علي الارض .....و لكن هل من الممكن أن نخطأ فيها حقا .....لا نعلم