"شيطان امرأة"

651 57 4
                                    

_ نيرة هي اللي زقتني وسقطتني.. هي كانت قاصدة توقعني من على السلم.

صدمة احتلت وجوه الكل بعد كلامها، الكل سكت وكأنهم اتجمدوا في مكانهم، و خصوصا المتهمة "نيرة" اللي وشها ظهر وكأنها فقدت الروح، والصدمة بتتردد في ودنها وعقلها مش مستوعب الاتهام البشع اللي اترمى عليها، عشان تكمل الصدمة وتثبت عليها التهمة وواحده من الواقفين تخرج عن سكوتها وتقول:

_ وانا شوفتها.. مكنتش احب اتدخل في الموضوع بس دي شهادة حق، انا شوفت نيرة وهي بتزق ندى عشان توقعها على السلم..

والكل في اللحظة دي بص لنيرة اللي حرفيًا على وشك الإغماء، نظرات الكل مكانتش فارقة معاها، واتهام الكل ليها ملوش أي معنى.. كل اللي كان فارق معاها نظرته هو "زياد" جوزها وجوز "ندى" في نفس الوقت لكن "نيرة" هي الزوجة الأولى، الزوجة اللي سمحت لجوزها يتجوز لغرض الخلفة اللي اثبت كل الدكاترة ان أمرها مستحيل عند نيرة.. بصتله وهي بتتمنى تشوف نظرة مختلفة عنهم في عينه، نظره معناها انه مصدقها وواثق انها متعملش كده، لكنها اتفاجات واتوجعت لما لقته بيبصلها زيهم.. باستفهام وعتاب.. هزت رأسها برفض وهي بتسأله:

_ أنا أعمل كده؟؟

وقبل ما يرد خرج صوت والدته "ماجدة" وهي بتقول:

_ ومتعمليش كده ليه! انتِ اكيد مش متحملة انه اتجوز عليكِ، لأ وكمان حامل وهتجيب العيل اللي اتحرمتي منه، اكيد الغيرة دبت في قلبك ومتحملتيش كل ده يحصل حواليكي.

نزلت دموعها بقهر وهي بتسمع اتهامها، في الحقيقة ان ماجدة من وقت ما ظهرت مشكلة نيرة في الخلفة وهي متغيرة معاها، واتغيرت اكتر واكتر لما طلبت كذا مره من زياد يتجوز ورفض، ولما السنين كانت بتمر من غير ما تشوف احفادها وزياد الولد الوحيد وهو اللي هيجيبلها عيال تشيل اسم العيلة، لكن حتى بعد جوازه فضلت على نفس وضعها ومقلش ضيقها من نيرة، بل والادهى زاد مع حمل الزوجة الجديدة وعرفت انها طلبت من زياد انه يطلقها منعا لأي مشاكل ممكن تحصل ويفضل مع ندى وابنه الجاي.. بس هو رفض.

_ أنا اغير منها واموت ابنه اللي بيترجاه من الدنيا؟

كملت من بين بكائها:

_ هعمل كده ليه! اسألي ابنك.. اسأليه مين اقنعه يتجوز، اسأليه مين الح عليه شهور وشهور لحد ما قبل يتجوز ويخلف، أنا هرجع ابوظ كل ده واموت ابنه اللي هو اتجوز عشانه اصلاً! طب ماكنتش سمحتله يتجوز من الأول.

اتملك الغيظ من ماجدة وهي سامعة نيرة بتتكلم ان لولاها ما كان زياد قبل يتجوز فقالت:

_ ابني كان هيتجوز سواء وافقتي أو لأ، فمتحسسيناش إنك سبب جوازه.

بصتله بدموعها وعياطها وقالت:

_ رد عليها.. قولها كنت هتتجوز فعلا لولا الحاحي ورغبتي المستميته؟ قولها ان بكلامي او عدمه كنت هتتجوز!

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن