الرسالة الثانية (الخائن) ج١

971 44 5
                                    

الرسالة الثانية (الخائن) ج١

"من يخون مرة لا أمان له"

_ برود هتسافر يا عاصم؟

ابتسم لها وهو بيحط الشنطة اللي حضرها في جنب وقال:

_ دي تالت مرة تسأليني نفس السؤال.

اتنهدت بضيق وهي بتقرب منه:

_ مبحبش سفرك، مبقدرش اقعد بين حيطان الشقة لوحدي من غيرك.

مسك ايدها قعدها جنبه على السرير وهو بيقول:

_ طب مانا بسيبك طول اليوم في الشغل يدوب برجع بليل.

_ بس ببقى عارفه إنك راجع، ببقى بجهز البيت وبجهز نفسي لاستقبالك، ببقى عارفة إني اخر اليوم هنام في حضنك.

حضنها وهو بيقول بمرح لما لاحظ انها هتبدأ تعيط كالعادة:

_ يالهوي على عاصم وسنينه، انتِ يا بنتي حد مسلطك عليا عشان تشقلبي حالي كده!

مسحت دمعة هربت منها وقالت:

_ لو حالك متشقلب من حبي فيارب يشقلبه كمان وكمان.

بعدها عنه وهو بيبصلها بصدمة تحت ضحكتها:

_ ايه القسوة دي! بتدعي ربنا يشقلب حالي أكتر! هيشقلبه اكتر من كده ايه ده أنا ناقص اقول اسمك وأنا نايم؟!

وقفت وخرجت من الأوضة وهي بتدندن بصوتها اللي بيبهره دايمًا وبيحسسه بدفا غريب وبأغنيتهم اللي حبوها مؤخرًا:

_ مش كنا قولنا مفيش من كذا!!

فُتنا الغرام ونصبنا العزا..

رجعت تاني ف عهدك ليه؟ هي القلوب كييفة أذى!

ده الكدب أبو العيوب..

اتبعها وهو بيقول بنبرة مضحكة:

_ يا مُهر وحبله سايب

يا ملطشة القلوب .. يا جلاب المصايب

لسة لك عين تدوب؟ .. مانتاش عايز تتوب؟

ده البر ماهوش أمان..

ضحكت وهي بتكمل باستمتاع:

والعشق مالوش ضمان

ده رهان على حدف طوب

ونشانك سهمه خايب

وقالوا هما الاتنين مع بعض في اخر جملة:

يا ملطشة القلوب .. يا جلاب المصايب..

ضحكوا شوية بعدها وهما بيحسوا نفسهم عيال لما بيدندنوا الأغنية دي بالذات، وبعدها بدأ يشم حاجة وقال:

_ ايه الريحة دي؟ انتِ مش قولتي عامله سمك! بس دي مش ريحة سمك!

_ مانا لما اكدتلي إنك مسافر غيرت الأكلة، وقولت اعملك الحواوشي اللي بتحبه.. وجنبه الطحينة والمخلل المشطشط والشبسي..

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن