12

294 21 49
                                    

اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

........

الحـظات تجبر المرء على عيش الخوف وهو يرتقب ما سيحـدث

لقـد عاهـد نفسـه منذ سنين طويلـة أن يكونَ بكل لحظة تمضي مع أخيه و صديقـه فاضل سنداً له ملجأً من كل النكبات التي تمر عليهم

كان يقـف قرب الغرفـة و يتكئ على الجـدار
جسـده فقـد قوتـه وبات يرتجـف بضعـف ولكنـه يخفي ذلك عنهـم

في سبيـل نجـاح دخولـه للعملية فهو شعر بالضعف و الدوار بسبب أخذهم لعينة دم منـه لإجراء الفحـوصات و التأكد ما إذا كان مطابق له أم لا

يتمـنى أن لا يصحـو فاضل الآن لكـي لا يرفـض يتمنى أن يجـري كل شيء بسلاسـة ليستـيطع تقديـم ولو شيء بسيـط لأجل رفيـقه الأعـز والأغـلى

شعر بأقتراب أحدهم منـه لتبصـر عينيه
أخيه الكبير الذي وقف قبالتـه يتحـدث

بينما يضع يديه على كتفـه

" غيث ستكون بخير؟ "

أرتفعت نظرات غيث لتتلاقى أعينهما و يومئ
غيث بخفـة يتحدث

" لولاك لما أستـطعت أن اوفـي بوعـدي "

رد إلياس بهدوء
" أرجوك لا تدعـني أنـدم على ذلك عدنـي أن تكون بخـير فإن مسـك أي مكـروه لن أسامح نفـسي "

أبتسم غيث يومئ برأسـه و يعانقـه
وقد بادلـه إلياس يضع يده على خصلات شعـر 
غيث ببعض القوة يتحدث

" عليكـما أن تخرجا من هذا بخيـر و إلا فلا أسـ......

قاطعـه غيث يرد بهدوء

" لا تقلق كل شيء يسير على ما يرام أنت كُـن بخير لأننا بحاجتـك معنـا "

أومئ إلياس يمسـح محياه المرهـق
و يبتعد عن غيث بعـدَ برهـة من الزمـن قد قامـوا بتخديـر فاضـل بجرعـة مضاعـفة

بينمـا تسطـحَ غيـث على السرير المتحـرك يتجهـون به صوب غرفـة العمليات

و أقترب كمال منـه يمسـكـه من يده
و يتحدث

" لا تقلق جميعـنا معكـم ، لا تخف فأنا هنا أنتظرك"

رغم أنها عدة كلمات ولكنهـا قد كونت أعاصيـر داخل قلب غيث

الذي أومئ يشيح نظراتـه بألم فهذه المرة الأولى التـي يشعـره والده بذلك الشعـور الذي أفتـقده لقـد ألمه كثيراً رغم أنه من المفترض أن يشعـر بالسعـادة حيالـه

ليتـك تعـود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن