اللهم صلٍ على محمد وآل محمد
......خطى عتـبة باب المنزل ليجد والده كمـال أمامـه ليـس بالأمر الجلي لذا أكمل طريقـه بعـدَ أن أشاح نظراته يتجنـبه
بينما يخلع حذائه ثم يخطو بضعة خطـوات بصمت
ولكـن أوقـفـه كمال بحديثه
" غيـث أنـتَ بخـير ؟"أرتفعت حدقتي غيث اللتان قد شاركتا القٕهوة بلونهما الفاتـح بدهشـة بـارزة
فـهو لم يخيل لـه أن يسـألـه والده بشكل مفاجئ
دون مقدمـاتأيسـاله عن حالـه تعبيراً عن أهتمـامـه أم أنه سؤال عابـر
ولمـا والـده لم يعد كما كان في طفولتـه ؟ هل يسأله الآن بمشاعر صادقـة كأب لأبنـه ؟كل تلك الأسئلة تدفـقت كالسيـل الغزير في عقلـه مما جعلَ ألمه يزداد فـقط
و لأول مرة تمنى أن لا يحصل على ذلك الإهتمام منـه بالذات لأنه ببساطـة يؤلمـه كثيراً و يسحق كيانـه
فـهو منذ وفاة والدتـه لم يشعر بوجود والـده كمـال حولـه ولم يجعـله يشـعر بذلك الأمان الأبوي حتى
بينما والده كان كل ما يحوز أنتبـاهـه هو عدم التمرد وعدم رفع الصوت أو الشتم على أحد أكبر منه لم يكن كمال يهتم بمشاعره في ما مضى سوى أهمـامه بأخلاقـياته ومبادئـه
ولم يدرك بأن المشـاعر هي التـي تسيـر التصـرفات
أومئ بـخفـوت
يتجه حيث غرفتـه وقـد أكتسـى ملامحـهُ الأنكسـار
نصف ساعـة
أستغرقـها في تغيير ثيابـه و ترتيـب حاجياتـه يهـرب من سيـل أفكاره الامتناهي
دقائق و كان يجلس أمام أوراقـه الخاصـة فهو يؤلـف نصوصـه و يقوم بنشرهـا
لأنها وسيلـته للتخفـيف عما بداخلـه و بإفراغ مشاعـره من خـلالها ، نظر حيث ورقـته و بدأ بكتابـة ما يختلج ثنايا صدره
" ألا ليت لقائـي بكِ أبـدي أمـي
مازال نسيم النسيان لم يلفحنـي بعـطره بعد رحيـلُكِ الـ...
قـطع كتابته صوت تلك الرسالـة التي وصلته
في جهـازه لذا ترك القـلم و فتح هاتفـهلينظر إليها وقـد كان مفادهـا
" أن ما تمـر فيـه من ألم هـو عابـر زائل لا محالـة لكن قد يكون أثر عبـوره مفتاح تفتح من خلالـه كل أبوابـك ليدخل النور إليك من كل إتجاه ، أسمح لـذلك النور أن يخـترق عالمك وحلكـة ظلامـه "

أنت تقرأ
ليتـك تعـود
Teen Fictionحتى وإن رأيت النور في غيرك سأختار عتمتك .... ليتك تعود يا مهجة فؤادي و لؤلؤة حياتي .... " هل أنا ملكُ لك؟" أمسكه من ياقة قميصه يقربه نحوه و يجيبه بعصبية " أجل أنت ملكي منذ أكثر من عشر سنوات وأن لم تكن تدرك هذا فأنا أعلمك به " نقية تماماً صداقة...