العَالَمُ السُفَلِيِ

الفصل السادس عشر: خَوفِيِ الدَفِينَ

الْخَوْفُ أَحْيَانًا يَمُوتُ وَإِنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَعِيشُ بِدَاخِلِكَ لِلْأَبَدِ حَتَّى يَقْتُلَ مَشَاعِرَكَ

_________________________________

إنتهى الليل ولم تشرق الشمس كالعادة، لأن هذا العالم لم يعرف قط نورها

لكن القمر يبدو ساطعا بشكل مبالغ به

فتح عينيه داخل زنزانته بصعوبة، وأمسك برأسه متألمًا فكما يبدو لقد نام الليل كاملا على الأرض كان ناسيا لما حدث اللبارحة في اللحظات الأول وفور أن وقف وإعتدل في جلوسه على سريره تذكر تدريجيا أصوات الأرواح المظلمة التي سمعها وكادت تسرق سمعه والتي كانت مألوفة بعض الشيء وضع يديه على أذنيه للحظة وأيضا لمسات يديها الباردة وتأثيرها على الحرارة التي كادت تحرقه بجسده من شدة الألم إبتسم ببلاهة ثم وقف قائلا بصوت عال

"ياللهول هل جننت مالذي نبست به أمامها"

سقط هنري من سريره متألما وإنتفض أحمد من مكانه وجسده مترنح وصاح عاليا

"سيدي مالذي يحدث"
ضحك عدنان بحرج وقال

"لقد كنت أعاني من كابوس لاتقلق عد إلى النوم"

نظر إليه هنري بعصبية وقال
"أقسم أنني سأقتلك"

نهض من مكانه نحوه
"تمهل هنري لاداعي للعصبية"

أمسكه من كتفيه وإستمر بهزه بقوة قائلا
"عد إلى عقلك يارجل جروح على يدك وكوابيس توقظك مفزوعا عنادك الذي سيوصلك ويوصلنا كلنا إلى الموت لا إلى الخروج من هذا العالم توقف عن القلق وحاول التأقلم أكاد أجن من كل مايحدث بينك وبين تلك الملكة لو لم أكن أعرف موقفنا لقلت أنك تحبها لدرجة الهوس لا تكف عن التحدث عنها"

قال عدنان بإنكار
"عن أي حب تتحدث أنا فقط أريد الخروج من هنا وأنت تعرف أنها تحب إستفزازي وإثارة قلقي حتى إستسلم لذا هي لن تقتلنا حتى تحصل على إستسلامي لأننا قد خالفنا القوانين مرات عديدة بالفعل"

تنهد هنري وجلس معدلا من شعره الأشقر بيديه وقال
"إنها معركة بالفعل وأنت تعلم أن من يمتلك جيشا أكبر يفوز وهي تملك المكان بالكامل ومن فيه ليست هناك فرصة

أجابه عدنان
" الأذكى من يفوز وليس الأقوى سأريك ذلك سأحرقها وسترى "

تراجعت بعض الثقة بنبرته حين قال أنه سيحرقها ولاحظ هنري ذلك فنظر إليه بشك وأومأ موافقا لكلامه

جاء صوت الحارس الجني من الخارج قائلا وهو يتقدم لفتح باب الزنزانة
"أيها البشري المدعو بعدنان أخرج الملكة تستدعيك"

أقفل الحارس باب الزنزانة بعد أن خرج عدنان وأكمل الطريق صعودا عبر الدرج بينما عدنان يمشي ورائها بإستغراب