33

2.3K 116 46
                                        


لا تنسوا التصويت

استغفر الله العظيم و اتوب اليه ♥

بعد مرور خمسة أشهر

كان ليو جالسًا في غرفته، شارداً، يسترجع ما حدث بعد الحادثة. لم يكن يتوقع أن تتغير الأمور بهذه السرعة، لكنه الآن محاط بحبٍ واهتمامٍ لطالما افتقدهما. تقدمت عائلته بالاعتذار، ولم يكن الاعتذار مجرد كلمات، بل كان مزيجًا من أفعال صادقة ودافئة أعادت إليه الشعور بالانتماء الذي ظن أنه فقده للأبد.

في ذلك اليوم، قرر ليلي و جونيور أخذه في نزهة خاصة، كنوعٍ من الاعتذار ومحاولة لتعويضه عن كل لحظة شعر فيها بالوحدة. كانت المرة الأولى منذ زمنٍ طويلٍ التي يشعر فيها ليو بالراحة برفقتهما.

ساروا معًا في شوارع المدينة، حيث النسيم العليل يعبث بشعره، وضحكات ليلي تتردد في الأرجاء، بينما شقيقه يحاول كسر الجليد بمزاحه المعتاد. لم يكن ليو يتوقع أن يتغير شيء، لكنه الآن يرى في أعينهم صدق المشاعر التي افتقدها طويلًا.

عند غروب الشمس، جلسوا على مقاعد الحديقة، وحينها نطق جونيور، قائلاً بصوتٍ هادئ:
"نعلم أننا أخطأنا بحقك... لم نكن إلى جانبك عندما كنت تحتاج إلينا، لكننا نريدك أن تعرف أننا هنا الآن، ولن نتركك مجددًا."

نظرت إليه ليلي وعيناها تلمعان بندم صادق، ثم أمسكت بيد ليو برفق وقالت:
"أنت أخونا، ونحن نحبك... تأخرنا في إدراك ذلك، لكننا لن نسمح لك بالشعور بالوحدة مرة أخرى."

شعر ليو بدفء كلماتهم، ولم يكن بحاجة إلى الرد، فاكتفى بابتسامة خفيفة، لأول مرة منذ وقتٍ طويل، كانت ابتسامة حقيقية.

وفي تلك الليلة، لم يكن ليو يدرك أن شيئًا آخر كان في انتظاره. فبينما كان جالسًا في الحديقة برفقة ليان و مايفن، تلقى اتصالًا مفاجئًا من والده، كاي. كان صوته هذه المرة مختلفًا، أكثر دفئًا وثباتًا.

"ليو، لقد أعلنت رسميًا عودتك إلى العائلة... لم تعد مفقودًا، ولم تعد وحدك."

تجمد ليو في مكانه للحظات. كانت هذه الكلمات كفيلة بأن تزيل جزءًا من الألم الذي حمله لسنوات. ، بل كجزء حقيقي من العائلة.

وعندما داخل الي القصر ، وجده ساره بانتظاره عند الباب، ودموع الفرح تلمع في عينيها. لم تقل شيئًا، فقط احتضنته بقوة، وكأنها تحاول تعويض كل لحظة مضت بعيدًا عنه. أما كاي، فوقف بجانبه، يضع يده على كتفه بحنانٍ نادر، قائلاً:
"لن نسمح لك بالاختفاء مجددًا."

Family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن