☆عودة منير إلى السجن
عند بوابة السجن، كان الحراس يسحبون منير نحو الداخل، خطواته كانت ثقيلة، وكأنه يسير نحو هاوية لا نهاية لها. حيث استقبله الصمت القاتل والرائحة الكريهة للجدران الرطبة.
جلس على سريره الحديدي، يحدق في السقف، يسترجع أحداث المحكمة. لم يكن يتوقع الكثير، لكنه على الأقل كان يأمل أن تدافع عنه المحامية بقوة، لكن ما حدث جعله يشعر وكأنه مجرد رقم آخر في هذا المكان البارد.
لم يمر وقت طويل حتى اقترب منه أحد السجناء، كان رجلاً ضخم الجثة، يحمل نظرة حادة وكأنه يدرس فريسته قبل الانقضاض عليها.
"إذن، عدت إلينا مجددًا يا رقم سبعة... كيف كانت رحلتك إلى المحكمة؟" قال السجين بابتسامة ساخرة.
لم يرد منير، فقط زفر بضيق وأدار وجهه، لكنه شعر بيد قوية تُطبق على كتفه، ثم سمع الصوت من جديد: "أنا أتحدث إليك، عندما أسأل، أريد إجابة."
رفع منير رأسه ونظر إليه مباشرة، لم يكن في مزاج يسمح له بالمشاكل، لكنه أدرك أن هذا المكان لا يسمح لأحد بأن يظل وحيدًا دون أن يختبر قوته.
"كانت جلسة طويلة..." قال بهدوء، محاولًا إنهاء الحديث قبل أن يتفاقم الوضع.
لكن السجين الآخر ضحك ضحكة باردة قبل أن يقول: "آمل ألا يكون مصيرك مثل غيرك ممن دخلوا السجن ولم يعودوا كما كانوا."
ثم ابتعد، تاركًا منير في دوامة من الأفكار والتساؤلات. جلس علي سريره يشعر بأن برودة الجدران تتسلل إلى عظامه، لكنه لم يهتم. في عقله، كان هناك سؤال واحد فقط يلح عليه: "هل سأخرج من هنا يومًا؟"
في تلك اللحضة التي كان فيها منير غارقًا في أفكاره، فتح باب المهجع، ودخل منه شاب بدا صغيرًا للوهلة الأولى، لكن حين اقترب، اتضح أنه في عمر منير أو ربما أصغر بقليل. كانت ملامحه هادئة.
توقف قليلًا عند المدخل، ثم خطا خطوات بطيئة إلى الداخل، بينما وقف بعض السجناء يراقبونه بفضول. لكن منير لم يهتم، بل نهض واتجه إلى الحمام ليغسل وجهه، وكأنه يريد الهروب من الأجواء المشحونة التي يشعر بها في كل مرة يدخل فيها شخص جديد إلى هذا المكان.
في هذه الأثناء، شق الشاب طريقه عبر المهجع حتى وصل إلى سرير منير ووضع أغراضه عليه، غير مدرك أن هذا السرير محجوز مسبقًا. لم يمضِ وقت طويل حتى تعالت همهمة بين السجناء، قبل أن ينطق أحدهم بصوت حاد:
"أوه، مهلاً مهلاً، أيها العزيز الصغير... هذا السرير ليس لك."
رفع الشاب رأسه بدهشة، وكأنه لم يفهم قصد الرجل تمامًا، لكنه سرعان ما أدرك أنه المقصود. قبل أن يتمكن من الرد، تحرك السجين العصبي، الذي كان معروفًا بحدة طباعه، وانتزع أغراضه ورماها بعنف على الأرض، قائلاً بسخرية:

أنت تقرأ
أنين العدالة
Fantasyانين العدالة منير، شابٌ يعيش حياةً هادئة حتى يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل لم يرتكبها. يُساق إلى السجن دون أدلة كافية تثبت براءته، ليبدأ رحلة طويلة من المعاناة دامت عامًا ونصف. خلال هذه الفترة، يواجه منير القسوة من كل جانب: قسوة الزنزانة، قسوة المج...