السلام عليكم.
تجاهلوا الأخطاء فضلًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر يوم على لقاء سديم بـوالده، وها هو اليوم يتلقى خبر وفاته.
أمضى سديم اليوم بـأكمله في غرفته، لم يكن يدري لماذا يبكي...
هل يبكي لـفقدان والده؟
أم لأنه لم يشعر يومًا بـوجوده أو بـحنانه؟كان بكاؤه صامتًا، دموعه تنهمر بلا صوت، وكأنها تحمل ثقل سنوات من الألم والحيرة.
اليوم... سـتكون جنازته.
لم يكن يعرف هل عليه الذهاب أم لا، ولكن بعد صراعاتٍ داخليةٍ طويلة، قرر الذهاب أخيرًا.
نهض من سريره، الذي بات رفيقه في الأيام الأخيرة، وارتدى قميصًا أبيض أبقى زريه العلويين مفتوحين، مع بنطالٍ أسود، وسرّح شعره للخلف كاشفًا عن خضراويتيه الحادتين.
رشّ القليل من عطره الرجولي، التقط مفاتيح سيارته وهاتفه، ثم غادر.
رآه مالك وهو يغادر، لكنه هذه المرة لم يتدخل، شعر أن الأمر عائلي بحت، وهو مجرد عامل لديهم، لا شأن له في هذه المسائل.
ركب سديم سيارته وانطلق نحو المدينة، لم يفهم لماذا لم يدفنوه هنا، ولكن على الأرجح لم يكن لديهم وقتٌ له، فقرروا دفنه في المدينة التي جاء منها.
وصل أخيرًا قبل ساعة من موعد الجنازة، فقرر الاستراحة قليلًا في أحد المقاهي الفاخرة.
اقتربت منه نادلة وسألته بـلطف :
ما طلبك، سيدي؟ردّ دون أن يرفع رأسه :
أمريكانو.أومأت بـرأسها قائلة :
حسنًا، دقائق وسـتكون عندك.ثم غادرت.
زفر بـضيق، شعر أن شيئًا ما يثقل صدره، دلك ما بين حاجبيه بـغضب، وكأن رأسه سـينفجر من الأفكار.
في تلك الأثناء، عادت النادلة تحمل قهوته، رفع رأسه لـيشكرها، لكنه تجمد في مكانه.
لأول مرة في حياته، رأى شيئًا لم يره من قبل... أو ربما لم يكن يلاحظ مثل هذه التفاصيل في الحياة.
كانت فتاةً جميلةً بحق، تمتلك عينين عسليتين، وبشرةً شاحبة تزيدها رقة، أما شعرها البني فقد زينته خصلٌ ذهبيةٌ منسابةٌ بـنعومة.

أنت تقرأ
~منقذي من عذاب أبي~
Teen Fictionتوضيح بسيط: روايتي رواية ابوية خالية من الشذوذ والعلاقات المحرمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ سديم:بطلنا الصغير البالغ من العمر 16عاماً / ذو بشرة بيضاء صافية وشعر اسود كسواد الليل رموشه كثيفه ذو عيون ناعسة خضراء...