17

3.3K 184 48
                                        

ليو: …  كنت في الميتم يا سيدتي.

هيام: كيف كان الميتم يا ليو؟

ليو: … كان كالجحيم.

مكان بلا رحمة، كانوا يبيعون الأعضاء ويجرون علينا التجارب. كل أنواع العذاب كانت تُمارس علينا، وكان علينا أن نحضر له مبلغًا من المال يطلبه. ومن لم يفعل، يبدأ له نوع آخر من العذاب.

أتذكر المختبر…

كنا نشرب أدوية غريبة تسبب الألم، ونتلقى حقنًا سامة ليختبروا مدى سُمّيتها ودرجاتها قبل تصديرها وبيعها. أغلب أدوات التعذيب التي يتم تصديرها تحتاج لاختبار،

وكانوا بدلاً من تجريبها على الحيوانات أو أي شيء آخر، يجربونها علينا نحن، الأطفال الذين أخذونا.

أتذكر شعور أن يكون صوتي مبحوحًا من كثرة الصراخ بسبب الألم…

عندما تم تبني ليان في عمر الخامسة، كان سعيدًا جدًا، ظن أنه سيتخلص من كل ذلك الألم. كان يعتقد أن عذاب الميتم سينتهي. لكنه لم يعلم أن ما ينتظره كان جحيمًا أسوأ… جحيم أوليفيا وجو.

مرت الأيام… حين التقيت بصغيرٍ يعمل في المطعم، فرحت لأنني استطعت رؤية أخي الصغير.ليان

لكن رأيت علامات وكدمات على يديه… أخبرني أنها من أوليفيا وجو. شعرت بالعجز… لم أعرف ماذا أفعل لصغيري ليان.

عندما سمعت العائلة ما حدث في الميتم، كانت في حالة صدمة… صدمة تلو الأخرى…

العائلة:

منذ اليوم الأول، كانوا يشعرون أن هناك شيئًا خاطئًا في ليان. كان يبتسم، لكنه بدا حزينًا أحيانًا. كان يرتبك ويرتعد عند مقابلة أشخاص جدد.

الكوابيس… عرفوها من إيفان، حين رآه.

سألوا ليان،

ورأوا الخوف في عينيه. فتوقفوا عن طرح الأسئلة. عدم رغبتهم في رؤيته يتألم كانت السبب في المزيد من ألمه. وعندما أُخبِر جو أنه يريد أن يراه… كان عليه أن يعرف الحقيقة منذ البداية.

عيون ليان كانت تحمل عمقًا لا يناسب طفلًا. ابتساماته كانت تتحول إلى شيء حزين، وكان يتلاشى عند أي ذكر لماضيه أو عائلته. كان يذرف الدموع من أبسط لمسة حنان. كل العلامات كانت واضحة… لكنهم تجاهلوها. أقنعوا أنفسهم أن ليان كان سعيدًا.

الأب (بغضب وهو يضغط على يديه): ليو… أوليفيا، هل كانت تفعل شيئًا لصغيري؟

ليو (يبتسم ابتسامة صغيرة ثم ينظر إليه): إنهم شياطين. ألم تسأل نفسك لماذا يشرد ليان عندما يأكل الطعام؟ كانت أوليفيا تحرقه إن أخطأ في إعداد الطعام.

الطعام دائمًا يذكره بها.

سون (بغضب): لو لم تكن ميتة فقط…

ليو (ينظر إليه): ومن قال إنها ميتة؟

داني (يصرخ بعنف): ماذا تقصد؟!

ليو: عندما كنت في المطعم أردت أن أخبر ليان، لكن لم أستطع. في البداية ظننت أنها ليست هي، لكن عندما راقبتها… صُدمت. إنها هي.

ما جعلني أتأكد، أنه لم يظهر أي جثة في حادث السيارة… ظن الجميع أن الجثة مفقودة أو محروقة.

لقد كانت هي من أخذت المال من البنك، وجعلت جو هو الوصي على ليان، ثم زورت موتها، وهربت إلى أمريكا بهوية مزيفة. لم تكن تحب جو… كانت تحب المال.

زيون، أحد كبار رجال المافيا الإيطالية سابقًا، اتصل…

كابو (الرجل على الطرف الآخر من المكالمة): أريد أوليفيا في قبو منزل العائلة… دون أن تُصاب بأذى.

ثم أضاف: "سيأتي إليكم شخصان، ضعوا كل شخص في غرفة، دون أن يرى الآخر."

العائلة كانت غاضبة كالجحيم.

الأجواء في غرفة الانتظار كانت مشحونة.

الغرفة خاصة، لا يوجد أشخاص آخرون.

ممرضة نظرت إليهم بقلق… لقد كانوا هناك لساعتين دون أي خبر

عرضت عليهم الماء والطعام، لكن لا أحد استطاع أن يأكل.

هيام كانت تبكي بصوت مرتفع، وجهها مدفون في صدر زوجها مارك، وابنها ديان يفرك ظهرها.

وجه رعد كان مدفونًا في كتف أخيه، يحاولان أن يجدا الراحة في بعضهما.

تن كان يهدئ إخوته، ينظر إلى الآخرين، خاصة إيفان والكبار.

حين دخل الطبيب.

الطبيب خلع ملابس ليان… كانوا مذعورين مما رأوه.

الطبيب (يقترب منهم، يحمل ملفًا بيده): يمكنكم أن تطمئنوا… لقد خرج من مرحلة الخطر. لديه كدمات شديدة من الحادث، بعضها قد يترك ندبات.

الجميع تنهد براحة.

الطبيب: حالته الجسدية مستقرة، ولا يوجد أي خطر. لا يوجد نزيف داخلي أو كسور. سأصف له بعض الأدوية والكريمات الخاصة.

إلياس: سأهتم بذلك. هل هناك شيء آخر؟

الطبيب (بتردد): نعم، هناك شيء آخر… هل كنتم تعلمون بالكدمات والحروق والطعنات في جسده؟

إلياس (يومي برأسه): نعم.

الطبيب: بعض الآثار لن تختفي تمامًا، لكنها ستتحسن بالعلاج. لكن هناك أمر آخر أيضًا…

سكت الجميع، التوتر ملأ الغرفة.

الطبيب: وجدنا آثار أدوية مهدئة ومنومة في جسده. يبدو أنه كان يتناولها منذ فترة.

داني (بصوت خافت): ولم يخبرنا…؟

مارك اتسعت عيناه وكأنه تلقى صفعة.

، يحاول استيعاب كمية المعلومات التي ألقيت عليهم دفعة واحدة.


Family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن