16

3.3K 184 45
                                        


استغفر الله العظيم و اتوب اليه ❤


ليو

كان يجلس أمام غرفة العمليات، ينتظر صديقه. ينظر إلى يده الملطّخة بدمائه، وقميصه المبلل بالدماء ذاتها. تنهد بضعف.

هل سيموت؟ هل سيتركه مرة أخرى؟
تحول وجهه الصامت إلى بكاء بصوت مرتجف، شهقاته تعلو، يدعو أن ينجو صديقه.

في جهة أخرى، بعيدة كل البعد عن صغيرنا ليان...

عند العائلة

كانت الغرفة غارقة في الصمت، والذهول يعم المكان. تمنّى الجميع أن يكون ما سمعوه مجرد كابوس... شيء غير حقيقي.

كان البعض يشتبه في تعرضه للإساءة، أو أنه يحمل ماضٍ مظلم، لكن حتى أولئك الذين تجرأوا على التفكير في ذلك، صُدموا عندما سمعوه يصرّح بالحقيقة.

فكرة أن مثل هذه الفظائع قد حدثت لطفلهم الصغير كانت تطاردهم.
إلياس ركض إلى الفناء الخلفي وتقيأ بعنف، وصور أخيه وهو يبكي تعصف برأسه.

لم يكن الأمر يخص آل فرويد أو دانتي فقط، بل شعر كل فرد من العائلة بالذنب.
ذنب لعدم فعل أي شيء، ووعيهم بأن اللوم الآن لا يغير شيئًا.

كان الجد أول من خرج من الصدمة، بينما لا تزال كلمات حفيده معلقة في الهواء.
أمسك بهاتفه، واتصل بأحدهم.

"كابو؟" أجاب الرجل على الطرف الآخر بتحية احترام.

رغم تقاعده منذ سنوات، لا تزال قبضته محكمة على عالم المافيا، وصوته وحده كفيل بإثارة الرهبة.

"أريد جو سميث في قبو منزلي،" قال ببرود.
ثم أضاف قبل أن يغلق الخط: "دون أن يُصاب بأذى." كانت أوامر صارمة.

منذ أن رأى صورته لأول مرة في مكتب مارك، كان يعلم أن هناك خطبًا ما في ذلك الرجل.
وضع عليه مراقبة دائمة، تحسبًا لأي تصرف مريب.

كان ثيودور لا يسمح بالأخطاء، خاصة عندما يتعلق الأمر بليان.
وضع شرطًا واضحًا: إن ظهرت أي علامة علي انها شخص خطير، لن يُسمح له بمقابلة الطفل.

لكن المراقب قال:
"جو لم يفعل شيئًا غير طبيعي. يذهب إلى عيادته، يعود إلى منزله... ملاك في نظر الجميع."

فقط ليان كان يعرف الوحش الذي يختبئ تحت جلده.

"كيف لم نعرف؟" شهق فران، ابن عم ليان، جالسًا على الأريكة ورأسه مدفون بين يديه.

Family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن