لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير♥
---
كان ليان يتناول طعامه بصمت حين بدأ الجد الحديث بصوت جاد:
"ليان... لديّ خبر لك."
رفع ليان نظره وقال:
"ما هو يا جدي؟"أجابه الجد بعد تردد:
"لقد قمتُ بدفع ديون جو... وهو الآن في أمريكا، ويريد رؤيتك."ساد الصمت لوهلة، ثم ارتجف جسد ليان، وكأن صدمة ضربت قلبه. تذكر ذلك الحلم الذي رأى فيه جو يبتسم له، تذكر صوته، وذكرياته. فجأة، انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، ضحكة هستيرية لم يستطع إيقافها، جعلت الجميع ينظرون إليه بقلق، كأنهم أمام شخص فقد عقله.
ثم هدأ فجأة، وصاح بانفعال:
"ماذا فعلت؟! ماذا فعلت؟!"تقدّم والده ووقف أمامه قائلاً بحدة:
"لماذا تصرخ؟"دفعه ليان من صدره بعنف وقال:
"اذهب إلى الجحيم، سيد مارك!"
كان بحاجة إلى تلك المسافة بينهما، ليتمكن أخيرًا من التنفس.تدخل أخوه ديان وصفعه قائلاً:
"أنت غير محترم! لماذا تصرخ وتخلق المشاكل؟ أنت تمامًا كما وصفك جو، تسعى لجذب الانتباه!"تجمّدت نظرات ليان، ثم قال بصوت منكسر:
"هل تظنون أن هذا يجعل الأمور أفضل؟"بدأت دموعه تنهمر وهو يقول:
"أعلم أنني سأندم على هذا، لكن... الآن فقط، قررت أن أقول الحقيقة، أن أحكي كل شيء. كل شيء يطاردني منذ سنين."
نظر إليهم، ونبرة صوته امتلأت بالألم:
"تظنون أنني طفل مدلل، مفسد بحب أمي؟ أنني صانع للمشاكل؟ كم أنتم مثيرون للشفقة!"ابتسم بسخرية ثم تابع:
"جو؟ ذلك الملاك؟ ماذا قال لكم؟ أنني مزعج؟ مثير للشفقة؟ حسنًا... دعوني أخبركم.لقد عشت أسوأ طفولة يمكن تخيلها... والدي تركني، وكان عليّ أن أدفع ثمن ذلك!
تريدون معرفة الحقيقة؟ تريدون سماع السر الذي أخفيه؟ حسنًا، اسمعوا...كنت أُضرب... أُحرق... أُعذَّب!
كل ليلة أذهب للنوم، وصوت جو يطاردني، ابتسامته، كلماته، كل شيء يعيد نفسه في رأسي... لا يمكنني نسيانه."ارتجف صوته وهو يبكي:
"توسلت إليه أن يتوقف... لكنه كان يزداد عنفًا. قال إنه يحب سماع صراخي، لذا توقفت عن الصراخ، فزاد ضربه!"ثم، أمام دهشة الجميع، خلع سترته ووشاحه، كاشفًا عن جسده.
شهقات مرتفعة انطلقت في الغرفة، والصدمة خيّمت على الوجوه.
لكن ليان لم يتوقف."كنت أتعرض للتعذيب منذ طفولتي... ما ترونه الآن ليس شيئًا!
انظر، سيد مارك، أنا أبكي!هذه آثار سجائر... وهذه آثار حديد ساخن... كل جرح هو جزء من قصة لم تُروَ."
صمت الجميع، وكان صوته الوحيد الذي يملأ المكان.
"هل تظنني شقيًا؟ هل أستحق هذا؟!
كنت فقط أريد أن أعيش بسلام. أردت الهرب من الماضي.
حتى أصدقائي في المدرسة القديمة خافوا مني حين رأوا ذراعي، وبدأت الإشاعات تدور عني... قالوا إنني وحش، مشوّه!"
اقترب من جده وقال بصوت مرتعش:
"قال لي: إن أخبرت أحدًا... سأقتلك!"ثم صرخ:
"وأنت؟ قمت بإخراجه من السجن؟ دفعت ديونه؟ هذه مكافأتك له؟"
الغضب كان يشتعل في عيني رعد، والد ليان، وهو ينظر إلى جسده الممتلئ بالندوب، بالآثار التي تغطي عنقه وذراعيه وصدره. لكن أكثر ما أثار غضبه، تلك العلامات الممتدة على ذراعه اليسرى... علامات السجائر.
جدته شعرت بالغثيان، وغطّت وجهها.
أما ليان، فكان يبكي كما لم يبكِ من قبل. شهقاته لم تهدأ، وكأن الألم الذي كتمه لسنوات قرر أن يخرج دفعة واحدة.
"ربما... فقط ربما... لا يجب أن أشفى وحدي.
ربما يمكنني أن أسمح لنفسي بأن أُحَب."اقتربت والدته منه، لكنه ابتعد عنها، حمل سترته ووشاحه، وغادر الغرفة وسط بكاء العائلة وذهولهم.
صعد إلى غرفته، وأمسك هاتفه، اتصل على ليو.
"ليو... دعنا نلتقي الآن، أرجوك."
"حسنًا، صغيري، أنا قادم."
أخذ حقيبته، وخرج من باب الخدم. لحسن حظه، لم يكن هناك أحد. تسلق سور القصر وهرب.
وصل إلى الشارع، ووقف على الرصيف ينتظر الإشارة للعبور.
كان هناك طفل صغير بجانب والده، يحمل كرة، لكنها سقطت منه، فركض ليلتقطها، دون أن ينتبه إلى السيارة المسرعة.
رأى ليان المشهد، فاندفع بسرعة، ودفع الطفل لينقذه.
لكن السيارة صدمته هو...
وسمع صوت ليو يصرخ باسمه.
ركض ليو نحوه... قبل أن تغمض عينا ليان.
---

أنت تقرأ
Family
Mystery / Thrillerليان فتي في 17 من عمره يجد والده بعد ان أقام احد اعداء باختطاف الفتي الصغيرة ليس فقط من والده ولكن من عائله بأكملها. ماذا يحدث عندما تم العثور عليه من قبل عائله