14

3.1K 168 20
                                        

استغفر الله العظيم و اتوب اليه ♥

---

ليو

كنت أسحب "ليان" من يده بلطف، صاعدًا به إلى الطابق العلوي حيث كان الحمام بعيدًا عن أعين الآخرين. كان لا يزال يبكي، فاقتربت منه، وقلت بنبرة هادئة:
"اهدأ، يا ليان.. ما بك؟ صرت تبكي بسهولة."
ابتسمت له ، ثم تابعت:
"هيا بنا، لنغسل وجهك."

هزّ رأسه نافيًا وقال:
"لا."

نظرت إليه بدهشة:
"ماذا؟ أيها الصغير، سأغسل وجهك أنا، وعليك أن تشكرني!"

لكنه تمتم، وهو يخفض نظره:
"لا أستطيع... إن غسلت وجهي، ستصل المياه إلى عنقي، وستُزيل كريم الأساس."

تجمدت في مكاني، صُدمت.
"كريم أساس؟ هل هناك علامات على رقبتك؟ كنت أظنها على ذراعيك فقط!"

ردّ بصوت مرتجف:
"ليست على رقبتي وذراعي فحسب، بل على جسدي كله... حتى قدمي."

كانت الصدمة تتبعها صدمة.
لم أكن أفهم، كنت أعلم أن "جو" يضربه أحيانًا، وأن "أوليفيا" قاسية، لكنه كان دائمًا يبتسم ويقول إنه بخير. لم أكن أتوقع أن الألم قد وصل إلى هذا الحد.

فجأة، أغلق "ليان" باب الحمّام، وخلع معطفه وقميصه... ظهر جزء من جسده العلوي، وكانت الصدمة الأخرى:
ندوب... كثيرة.

لم تكن يديه وحدها المشوهة، بل كل جسده.

راقبته، وتحولت ملامحي من القلق إلى الرعب المطلق.
اقتربت منه ببطء، ووضعت يدي على طعنة قديمة في جانبه. تمتمت:
"لديك جروح طعن... وندوب سكاكين على جانبيك، وعلى كل يد... وجروح على الذراعين... هل توجد علامات في ساقيك أيضًا؟"

أومأ برأسه:
"نعم... لقد تعبت من حمل السر وحدي، وأردت أن أشاركه... أنت أول من رغبت أن أخبره."

ثم أضاف وهو يكاد يبكي:
"ولديّ أيضًا حروق... حروق قديمة... وكدمات، كلّها نتيجة للاعتداءات المتكررة."

تمتمت:
"أنا ممرض، أعرف جيدًا ما تعنيه هذه الآثار... إنها نتيجة تعذيب متكرر."

بدأت أبكي... بصوت عالٍ.
جلست على الأرض بجواره، أضمّه بين ذراعي:

ليان"من المفترض أن أكون أنا من يبكي، لا أنت."

كنت أردد:
"... لماذا لم تخبرني؟ ألسنا أصدقاء؟ هل كنت تتظاهر بالسعادة أمامي؟ لماذا لم تلمح لي؟ اللعنة عليّ... أنا غبي، لم ألحظ خوفك."

ضممته إلى صدري:
"اهدأ، أيها الأحمق. لا بأس. دعني أحدثك عن شيء آخر..."

قال وهو يحاول ارتداء قميصه مجددًا:
"دعني أرتدي ملابسي قبل أن يأتي أحد فجأة."

وبعد أن هدأ قليلًا، سألني:
"هل أحد من عائلتك يعرف؟"

قلت:
"لا أحد."

Family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن